(لغزوة) مبتدأ خصص بالصفة وهي (في سبيل الله) فتقديره: لغزوة كائنة في سبيل الله ، فاللام للتأكيد ، وقال ابن حجر: للقسم ، أي والله لغزوة (أحب إلي من أربعين حجة) ليس هذا تفضيلا للجهاد على الحج ولا بد ، فإن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص ، والعمل المعين قد يكون أفضل في حق إنسان ، وغيره أفضل في حق آخر ، فالشجاع الباسل المشهور المهاب للعدو ، وقوفه في الصف ساعة لجهاد العدو أفضل من أربعين حجة تطوعا ، والضعيف الحال غير الماهر في القتال الكثير المال ، حجة واحدة له أفضل من غزوة ، وولي الأمر المنصوب للحكم جلوسه لإنصاف المظلوم من الظالم أفضل من عبادة ستين سنة ، وهذا الخبر وما أشبهه إنما يقع للمصطفى صلى الله عليه وسلم جوابا لسؤال شخص معين ، فيجيبه بما يناسبه ، كمريض يشكو لطبيب وجع بطنه ، له دواء يخصه كيلا يرشده إلا إليه ، ولو قيل له استعمل دواء الصداع لضره ، هكذا فافهم تدابير المصطفى صلى الله عليه وسلم
(عبد الجبار الخولاني في تاريخ) مدينة (داريا) بفتح الدال والراء وشد المثناة التحتية بعدها ألف كما في المعجم ، وهكذا ضبطه المؤلف بخطه ، وفي بعض التواريخ (دارايا) بزيادة ألف بين الراء والياء ، وهي قرية بالغوطة ، ينسب إليها جماعة من العلماء والزهاد ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=12032أبو سليمان الداراني العارف المشهور (عن nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول مرسلا) وهو أبو عبد الله الشامي ، الفقيه الثقة الزاهد العابد ، كان كثير الإرسال ، مات سنة بضع عشرة ومائة.