(لكل داء دواء ، ودواء الذنوب الاستغفار) أرشد إلى أن الطب ينقسم إلى: جسماني ، وهو ما سبق ، وروحاني ، والأول هو محط أنظار الأطباء والحكماء ، وأما الثاني فتقصر عنه عقولهم ، ولا يتصل إليه علومهم وتجاريبهم وأقيستهم ، وإنما تلقى من الرسل ، فطب القلب التوكل على الله ، والالتجاء إليه ، والانكسار بين يديه ، والإخلاص في الطاعة ، وطب الذنب التوبة الصحيحة ، والاستغفار ، ودعاء الحق ، والإحسان إلى الخلق ، وإغاثة الملهوف ، وتفريج الكروب ، فهذه أدوية أشار إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وجربتها الأمم على اختلاف أديانها ، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يسعه علم الطبيب ولا تجربته وقياسه ، بل جرب ذلك جمع كثيرون فوجدوا نفعه في الأمراض الحسية أعظم من نفع الأدوية الحقيقية الطبية ، وتخلفه بالنسبة إلى أمثالنا إنما هو لفقد شرطه ، وهو الإخلاص ، نسأل الله العافية ، ثم إن المصنف لم يذكر لهذا الخبر مخرجا وذكر صحابيه ، وقد عزاه في الفردوس nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي أمير المؤمنين ، وبيض ولده لسنده .