صفحة جزء
7358 - لم يبق من النبوة إلا المبشرات: الرؤيا الصالحة (خ) عن أبي هريرة. (صح)
(لم يبق) زاد في رواية أحمد: بعدي (من النبوة) اللام للعهد ، والمراد نبوته ، أي لم يبق بعد النبوة المختصة بي (إلا المبشرات) بكسر الشين ، جمع مبشرة ، يعني أن الوحي ينقطع بموته ، فلا يبقى بعده ما يعلم به أنه سيكون غير المبشرات ، قالوا: وما المبشرات ؟ قال: (الرؤيا الصالحة) الحسنة أو الصحيحة المطابقة للواقع ، يعني: لم يبق من أقسام المبشرات من [ ص: 294 ] النبوة في زمني ولا بعدي إلا قسم الرؤيا الصالحة ، وهذا قاله في مرض موته ، لما كشف الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر. قال في المطامح: ذكر لهم ما ذكر من أمر المبشرات ، لأن انحسام السبل الظاهرة إلى الغيب قد آن بموته أن تذهب ، فأخبرهم ببقاء الرسل الباطنة الغيبية وهي الرؤيا الواردة عن الله إلى غيب الأسرار ، وسماها جزءا من النبوة لذلك ، والتعبير بالمبشرات خرج مخرج الغالب ، وإلا فمن الرؤيا ما تكون منذرة وغير صادقة ، يريها الله تعالى للمؤمن لطفا منه به ليستعد لما سيقع قبل وقوعه

(خ) في الرؤيا (عن أبي هريرة) وكذا مسلم فيها عن ابن عباس ، فعزوه ذلك للبخاري وحده موهما أن ذلك مما تفرد به عن صاحبه غير سديد ، وزاد بعضهم فعزى للبخاري زيادة: يراها المسلم أو ترى له ، ولم أقف عليه فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية