nindex.php?page=hadith&LINKID=688545 (لو أنكم تكونون على كل حال على الحالة التي أنتم عليها عندي) إشارة إلى أن الدوام على الحالة الآتية عزيز ، وأن عدم دوام العبد على تلك الحالة لا يوجب معتبة ، لما طبع عليه البشر من الغفلة (لصافحتكم الملائكة بأكفهم ، ولزارتكم في بيوتكم) قال في البحر: معناه: لو أنكم في معاشكم وأحوالكم كحالتكم عندي ، لأظلتكم الملائكة ، لأن حال كونكم عندي حال مواجيد ، وكان الذي يجدونه معه خلاف المعهود إذا رأوا الأموال والأولاد ، ومعه ترون سلطان الحق وتشاهدونه وترق أنفسكم. قال أنس: ما نفضنا أيدينا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا ، والذي زال عنهم هو سلطان النبوة القاهر لكل عدو ، ألا ترى إلى قصة الرجل الذي باع أبا جهل إبلا فمطله ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعط هذا حقه ، فأرعد وأجاب وهو عدوه الأكبر ؟ فهذا من سلطان النبوة وقهر الحق للأعداء ، ولم تصافحهم الملائكة عنده ، لأنها لم تكن حالتهم ، لكنها حالة الحق ، ولو كان ما يجدونه حالهم لكانت حالة ثابتة لهم ، ولكانت موهبة الله ، والله لا يرجع في هبته ولا يسلب كرامته إلا بالتقصير في واجباته (ولو لم تذنبوا ، لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم) فيتوب عليهم وينيلهم جنته ، وإنما يخلي الله بين المؤمن والذنب ليبلغه هذه الدرجة ، ولو لم يخل بينه وبينه ، وسعى العبد في محاب الله كلها ، وتجنب مساخطه كلها ، ربما وجد نفسه قائمة بوظائف الله وساعية في طاعة ، ويرى لسانه ذاكرا ، فأعجبته نفسه واستكثر فعله واستحسن عمله ، فيكون قد انصرف عن الله إلى نفسه العاجزة الحقيرة ، الضعيفة القوة ، الدنية الصفة ، الأمارة بالسوء اللوامة ، التي هي معدن الآفات ومحل الهلكات
(حم ت عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة) قال: قلنا: يا رسول الله ، إذا رأيناك رقت قلوبنا ، وكنا من أهل الآخرة ، وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا ، وشممنا النساء والأولاد ، فذكره .