(لو تعلم البهائم من الموت ما يعلم بنو آدم) منه (ما أكلتم منها لحما سمينا) لأن بذكره تنقص النعمة وتكدر صفوة اللذة ، وذلك مهزل لا محالة. في هذه الحكمة الوجيزة أتم تنبيه وأبلغ موعظة للقلوب الغافلة ، والنفوس اللاهية [ ص: 315 ] بحطام الدنيا ، والعقول المتحيرة في أودية الشهوات عن هازم اللذات ، ثم غاب عن ذوي العقول كيف لهوا عن شأن الموت حتى ثملوا بالطعام ، وعبلت أجسادهم من الشبع من الحرام ، والبهائم التي لا عقول لها ، لو قدر شعورها بالموت وسكرته وقطعه عن كل محسوس ، لمنعها من الهناء من الطعام والشراب بحيث لا تسمن ، فما بال العقلاء أولي النهى والأحلام ، مع علمهم بقهر الموت وحسرة الفوت ، لا يدري بماذا يسير ولا إلى أين ينقلب ، فالموت طالب لا ينجو منه هارب ، فهناك تجلى حقيقة من أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه
[تنبيه] لهذا الحديث قصة ، وهي ما خرجه السهيلي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم بإسناد فيه ضعفاء إلى nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بظبية مربوطة إلى خباء فقالت: يا رسول الله ، حلني حتى أذهب فأرضع خشفي ثم أرجع فتربطني ، فقال: صيد قوم وربطه قوم ، ثم أخذ عليها فحلفت فحلها ، فلم تمكث إلا قليلا حتى رجعت وقد نفضت ضرعها ، فربطها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جاء صاحبها فاستوهبها منه فوهبها له ، يعني فأطلقها ، ثم قال: لو يعلم البهائم... إلخ
(هب) وكذا nindex.php?page=showalam&ids=15007القضاعي (عن أم صبية) بضم الصاد وفتح الموحدة وتشديد المثناة بضبط المصنف ، وتقدم لذلك ابن رسلان وابن حجر ، وهي الجهنية والصحابية ، واسمها خولة بنت قيس على الأصح ، وفيه عبد الله بن سلمة بن أسلم ، ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16138الديلمي عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد.