(لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت) من الأهوال والشدائد (ما أكلتم طعاما على شهوة أبدا ، ولا شربتم شرابا على شهوة أبدا ، ولا دخلتم بيتا تستظلون به) لأن العبد إما محاسب فهو معاقب ، وإما معاتب والعتاب أشد من ضرب الرقاب ، فإذا نظر العاقل إلى تقصيره في حق ربه الذي رادف عليه إنعامه في كل طرفة عين ، وأنه مع ذلك يستره ويسامحه ، ذاب كما يذوب الملح ، وفي بعض الكتب القديمة قال داود: يا رب ، أخبرني ما أدنى نعمتك علي ، قال: تنفس ، فتنفس ، فقال: هذا أدناها ، وعبد الله عابد خمسين عاما ، فأوحى إليه: قد غفرت لك ، قال: يا رب أنا لم أذنب ، فأمر الله عرقا فضرب عليه ، فلم يصم ولم يصل ، فسكن فنام ، فأوحى الله إليه: أعبادتك الخمسين سنة تعدل سكون العرق ؟ وفي nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود عن الحبر مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=676587إن الله لو عذب أهل سماواته لعذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم (ولمررتم على الصعدات) جمع صعد بضمتين ، وهو جمع صعيد ، وهو وجه الأرض ، وقيل التراب ، ولا معنى له هنا ، والمراد: لخرجتم من منازلكم إلى الصحراء (تلدمون) تضربون (صدوركم) حيرة وإشفاقا ، وشأن المحزون أن يضيق به المنزل ، فيطلب الفضاء الخالي ، يشكون بثهم ودهشة لبهم (وتبكون على أنفسكم) خوفا من عظيم سطوة الله وشدة انتقامه فليحذر الذين يخالفون عن أمره ولهذا لما طعن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وقرب موته ، كان رأسه على فخذ ابنه فقال: ضعه على الأرض ، فقال: ما عليك إن كان على فخذي أو على الأرض ، فقال: ضعه ، ويلي إن لم يرحمني ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: يا أمير المؤمنين ، ما هذا الخوف ؟ قد فتح الله بك الفتوح ومصر بك الأمصار وفعل وفعل ، قال: وددت أن أنجو لا علي ولا لي ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل: منعني الخوف من الطعام والشراب فلا أشتهيه
(ابن عساكر) في تاريخه (عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء) .