(ما أتقاه ما أتقاه ما أتقاه) أي ما أكثر تقوى عبد مؤمن ، وكرره لمزيد التأكيد ، والحث على الاقتداء بهديه واتباع سيرته (راعي غنم على رأس جبل يقيم فيها الصلاة) يشير به إلى فضل العزلة والوحدة ، وقد درج على ذلك جمع من السلف ، قيل لرجل: ما بقي مما يتلذذ به ؟ قال: سرداب أخلو فيه ولا أرى أحدا ، وقال قاسم الجرعي: السلامة كلها في العزلة ، والفرح كله بالله في الخلوة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : العزلة قسمان: عزلة المريدين ، وهي بالأجساد عن مخالطة الأغيار ، وعزلة المحققين ، وهي بالقلوب عن الأكوان ، فليست قلوبهم مجالا لشيء سوى العلم بالله ، الذي هو شاهد الحق فيها ، وللمعتزلين نيات ثلاثة: نية اتقاء شر الناس ، ونية اتقاء شره المتعدي إلى الغير ، وهو أرفع من الأول ، فإن في الأول سوء الظن بالناس ، وفي الثاني سوء الظن بنفسه ، ونية إيثار صحبة المولى من جانب الملإ الأعلى ، وأعلى الناس من اعتزل عن نفسه إيثارا لصحبة ربه على غيره ، فمن آثر العزلة على المخالطة ، فقد آثر ربه على غيره ، ومن آثر ربه لم يعرف أحد ما يعطيه الله من المواهب ، ولا تقع العزلة في القلب إلا من وحشة تطرأ عليه من المعتزل عنه وأنس بالمعتزل إليه ، وهو الذي يسوقه إلى العزلة ، وأرفع أحوال العزلة الخلوة ، فإن الخلوة عزلة في العزلة
(طب عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة ) قال الهيثمي : فيه عفير بن معدان ، وهو مجمع على ضعفه اه. وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه.