(ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر) لأنهما أعظم مصايد الشيطان لنوع الإنسان ، والنساء أعظم فتنة وخوفا ، لأن الحق تعالى حببهن إلينا بحكم الطبع والجبلة ، ثم أمرنا بمجاهدة النفس حتى تخرج عن محبتها الطبيعية إلى المحبة الشرعية ، وذلك صعب عسير ، وذلك لأن المحبة الطبيعية تورث العطب لأنها شهوة نفس ، والحق تعالى غيور لا يحب أن يرى في قلب عبده محبة لغيره إلا من أجله ، فإذا أخرج العبد فضاء المحبة الشرعية من ضيق المحبة النفسية أمن الفتنة ، وما دام في محبة الطبع فهو في حجاب عن الله ، ومشغول عن كمال طاعته ، ومن ثم قال بعضهم: إياك والمرأة الحسناء ، فإن ضررها أعظم من ضرر الشوهاء ، فإنه لا يدخل حبها قلبك ، والحسناء تسكن محبتها بالقلب فلا تدخل محبة الحق ، فيبيض فيه الشيطان ويفرخ ، وقال بعضهم: سأل آدم حواء: لم سميت حواء ؟ قالت: لأني أحتوي على قلبك وأنسيك ذكر ربك ، فقال: غيري هذا الاسم ، فسمت نفسها امرأة ، فقال لها: ما معناه ؟ قالت: أذيقك طعم المرارة ، فقال لها: غيريه ، فأبت. والنساء فخ منصوب من فخوخ إبليس ، لا يقع فيه إلا من اغتر به ، وقال لقمان لابنه: إياك والنساء ، فإنهن كشجر الدفلى: لها ورق وزهر ، وإذا أكل منها الغر قتلته أو أسقمته
( يوسف الخفاف) بفتح المعجمة وشد الفاء ، نسبة إلى عمل الخفاف التي تلبس (في مشيخته عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ) .