(ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما أخذ المخيط غرس في البحر من مائه) هذا من أحسن الأمثال ، فإن الدنيا منقطعة فانية ، ولو كانت مدتها أكثر مما هي ، والآخرة أبدية لا انقطاع لها ، ولا نسبة للمحصور إلى غير المحصور ، بل لو فرض أن السماوات والأرض مملوءات خردلا ، وبعد كل ألف سنة طائر ينقل خردلة ، فني الخردل والآخرة لا تفنى ، فنسبة الدنيا والآخرة في التمثيل كنسبة خردلة واحدة إلى ذلك الخردل ، ولهذا لو أن البحر يمده من بعده سبعة أبحر ، والأشجار أقلام تكتب كلام الله ، لنفدت الأبحر ولم تنفد الكلمات