( من اتقى الله أهاب الله منه كل شيء، ومن لم يتق الله أهابه الله من كل شيء ) لأن من كان ذا حظ من التقوى امتلأ قلبه بنور اليقين فانفتح عليه من الجلال والهيبة ما يهابه به كل من يراه، وبقلة التقوى يقل اليقين وتستولي الظلمة على القلب، ومن هذا حاله فهو كالكلب فأنى يهاب؟ فعلى قدر خوف العبد من ربه يكون خوف الخلق منه، فكلما اشتد خوف العبد من الرب اشتد خوف الخلق منه، قال بعضهم: الخائف الذي يخافه المخلوقات، وهو الذي غلب عليه خوف الله وصار كله خوفا، وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب مع شدة زهده وتقشفه يستأذنون عليه هيبة له كما يستأذنون على الأمراء بل أشد، وكان يقول: ما استغنى أحد بالله إلا وافتقر الناس إليه