(من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة) قال بعض شراح المصابيح: المراد بالوجوب هنا وفيما مر ويأتي الثبوت لا الوجوب الاصطلاحي، (ومن أثنيتم عليه شرا) بنصب خير وشر بإسقاط الجار، وذكر الثناء مقابلا للشر للمشاكلة (وجبت له النار) أي إن طابق الثناء الواقع؛ لأن مستحق أحد الدارين لا يصير من أهل غيرها بقول يخالف الواقع أو مطلقا؛ لأن إلهام الناس الثناء آية أنه غفر له، وأورد لفظ الوجوب زيادة في التقريع والتهديد، وإلا فقد يغفر للعاصي المؤمن، قال القرطبي : هذا الحديث يعارضه حديث nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : nindex.php?page=hadith&LINKID=651306لا تسبوا الأموات إلخ، والثناء بالشر سب فقيل: خاص بالمنافقين الذين شهد فيهم الصحب بما ظهر منهم، وقيل: هو عام فيمن يظهر الشر ويعلن به، فيكون من قبيل: لا غيبة لفاسق، وقيل: النهي بعد الدفن لا قبله (أنتم شهداء الله في الأرض) قاله ثلاثا للتأكيد، وفي إضافة الشهداء إلى الله غاية التشريف، وإشعار بأنهم عنده بمنزلة علية؛ لأنه عدلهم حيث قبل شهادتهم وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس والوسط العدل قال بعض الشراح: والمراد شهادة الصحابة وغيرهم ممن كان بصفتهم، لا شهادة الفسقة؛ لأنهم قد يثنون على من هو مثلهم، ولا شهادة من بينه وبين الميت عداوة؛ لأن شهادة العدو لا تقبل، وقيل: معنى الخبر إن الثناء بالخير ممن أثنى عليه أهل الفضل وطابق الواقع فهو من أهل الجنة، وإن لم يطابق الواقع فلا وكذا عكسه، قال النووي: والصحيح أنه على عمومه، وأن من مات فألهم الناس الثناء عليه بخير فهو من أهل الجنة، هب أفعاله تقتضيه أم لا، ووقوع الثناء بالشر كان قبل النهي عن سب الأموات، والنهي خاص بغير نحو منافق ومتجاهر بفسق أو بدعة كما مر