(من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلمن بالفارسية) يحتمل أن يلحق بها غيرها من اللغات بقرينة ما يأتي، ويحتمل خلافه (فإنه) أي المتكلم بالفارسية أو التكلم بغير العربية (يورث النفاق) أراد النفاق العملي لا الإيماني، أو الإنذار والتخويف والتحذير من الاعتياد والاطراد والتمادي بحيث يهجر اللسان العربي، بل قد يقال الحديث على بابه، وظاهره أن الله لما أنزل كتابه باللسان العربي، وجعل رسوله مبلغا عنه الكتاب والحكمة به، وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، فصارت معرفته من الإيمان، وصار اعتياد المتكلم به أعون على معرفة دين الله، وأقرب إلى إقامة شعار الإسلام، فلذلك صار دوام تركه جارا إلى النفاق، واللسان يقارنه أمور أخرى من العلوم والأخلاق، لأن العادات لها تأثير عظيم فيما يحبه الله أو فيما يبغضه، هذا هو الوجه في توجيه الحديث، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=14508السلفي بسنده عن ابن عبد الحكم أن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي كره للقادر النطق بالعجمية من غير أن يحرمه، قال المجد ابن تيمية: وقد كان السلف يتكلمون بالكلمة بعد الكلمة من العجمية، أما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة ويهجر العربية فهو موضوع النهي مع أن اعتياد اللغة يورث في الخلق والدين والعقل تأثيرا بينا، ونفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
(ك) من طريق عمرو بن هارون عن أسامة بن زيد الليثي عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع (عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ) بن الخطاب ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : صحيح، فتعقبه الذهبي بأن عمرو بن هارون أحد رجاله كذبه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين وتركه الجماعة، هذه عبارته. فكان ينبغي للمصنف حذفه وليته إذ ذكره بين حاله.