(إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا) ؛ يأكله؛ (فليطعمه) ؛ ما اشتهاه؛ ندبا؛ حيث لم يقطع بعظم ضرره له؛ لأن المريض إذا تناول ما يشتهيه عن جوع صادق طبيعي؛ وكان فيه ضرر ما؛ كان أنفع مما لا يشتهيه؛ وإن كان نافعا في نفسه؛ فإن صدق شهوته ومحبته الطبيعية له يدفع ضرره؛ وبغض الطبيعة وكراهتها للنافع قد يجلب له منها ضررا؛ وبهذا التوجيه الوجيه يعرف أنه لا حاجة لقول الطيبي هذا؛ إما بناء على التوكل؛ وأنه (تعالى) هو الشافي؛ أو أن المريض قد شارف الموت؛ انتهى؛ ومن البين الذي لا يستراب فيه أن اللذيذ المشتهى تقبل الطبيعة عليه بعناية؛ فتهضمه على أحد الوجوه؛ لكن الكلام في شيء قليل يكسر حدة الشهوة؛ أما الإكثار فالحذر الحذر.