[ ص: 285 ] (إذا أصاب أحدكم مصيبة) ؛ شدة ونازلة؛ وهي وقوع ما لا يوافق غرض النفس من المكروه؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء : وياؤه منقلبة عن واو؛ لأنها من " صاب؛ يصوب" ؛ إذا نزل؛ وجمعها " مصائب" ؛ على غير قياس؛ وقياسه " مصاوب" ؛ (فليقل) ؛ ندبا؛ وعند الصدمة الأولى آكد؛ (إنا) ؛ معشر الخلائق؛ (لله) ؛ الملك المحيط الذي نحن وأهلونا وأموالنا عبيد له؛ (وإنا إليه) ؛ يوم انفراده بالحكم؛ لا إلى غيره؛ (راجعون) ؛ بالبعث؛ والنشر؛ والمراد أن جميع أمورنا لا يكون شيء منها إلا به؛ (اللهم عندك) ؛ قدم للاختصاص؛ أي: لا عند غيرك؛ فإنه لا يملك الضر؛ والنفع إلا أنت؛ (أحتسب) ؛ أدخر ثواب؛ (مصيبتي) ؛ في صحائف حسناتي؛ (فآجرني) ؛ بالمد؛ والقصر؛ يقال: " آجره؛ يؤجره" ؛ أثابه؛ وكذا " أجره؛ يأجره" ؛ والأمر منهما: " آجرني" ؛ بهمزة قطع ممدودة؛ وكسر الجيم؛ كـ " أكرمني" ؛ و" اؤجرني" ؛ كـ " انصرني" ؛ (فيها؛ وأبدلني بها خيرا منها) ؛ والباء داخلة على المتروك؛ تشبيها للإبدال بالتبدل؛ يعني: أثبني بهذه المصيبة؛ أي: " اجعل لي بدل ما فاتني شيئا آخر أنفع منه" ؛ وقال ابن القيم: وذا من أبلغ علاج المصاب؛ وأنفعه في عاجلته؛ وآجلته؛ لتضمن ذلك لأصلين عظيمين؛ إذا استحضرهما المصاب سهلاها؛ هما: أن العبد وملكه ملك الله حقيقة؛ وهو عند العبد عارية؛ وأن مرجع العبد إلى مولاه الحق؛ ولا بد أن يخلف الدنيا وراءه؛ ويأتيه فردا؛ ومن هذا غايته كيف يفرح بموجود؛ أو يأسف على مفقود؟! وقد عد بعضهم الاسترجاع من خصائص هذه الأمة؛ لأن يعقوب - عليه الصلاة والسلام - لما أصابه ما أصابه لم يسترجع؛ بل قال: يا أسفى على يوسف ؛ وأنت خبير بأنه لا شاهد فيه؛ لأنه بعد إرخاء العنان؛ وفرض تسليم؛ أنه لم يقله؛ لا يلزم أن غيره من الأنبياء وأممهم لم يشرع لهم؛ فظاهر قوله: " فليقل" ؛ أن المراد به مرة واحدة؛ فورا؛ وذلك في الموت عند الصدمة الأولى؛ لكن يأتي في خبر أنه إذا تذكر المصيبة بعد زمن طويل؛ فاسترجع؛ أجري له أجرها؛ فيحمل ما هنا على الآكد.