(من أراد أهل المدينة) هم من كان بها في زمنه أو بعده وهو على سنته (بسوء) قال ابن الكمال: متعلق بـ "أراد" لا باعتبار معناه الأصلي لأنه متعد بنفسه لا بالباء، بل باعتبار تضمنه معنى المس، فإن عدي بالباء فالمعنى: من مس أهل المدينة بسوء مريدا أي عامدا عالما مختارا لا ساهيا ولا مجبورا (أذابه الله) أي أهلكه بالكلية إهلاكا مستأصلا بحيث لم يبق من حقيقته شيء، لا دفعة بل بالتدريج لكونه أشد إيلاما وأقوى تعذيبا وأقطع عقوبة، فهو استعارة تمثيلية في ضمن التشبيه التمثيلي، ولا يخفى لطف موقعه في الأذهان وغرابة موضعه عن أرباب البيان، و "ما" في قوله (كما يذوب) مصدرية أي ذوبا كذوب (الملح) ولقد أعجب وأبدع حيث ختم بقوله (في الماء) فشبه أهل المدينة به إيماء إلى أنهم كالماء في الصفاء، قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض: وهذا حكمه في الآخرة بدليل رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=682365أذابه الله في النار، أو يكون ذلك لمن أرادهم بسوء في الدنيا فلا يمهله الله ولا يمكن له سلطانا، بل يذهبه عن قرب كما انقضى شأن من حاربهم أيام بني أمية كعقبة بن مسلم ؛ فإنه هلك في منصرفه عنها، ثم هلك nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية مرسله على أثر ذلك، قال السمهودي: من تأمل هذا الحديث وما أشبهه مما مر لم يرتب في تفضيل سكنى المدينة على مكة مع تسليم مزيد المضاعفة لمكة
(حم م هـ عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن سعد) بن أبي وقاص.