(من استغنى) بالله عمن سواه (أغناه الله) أي أعطاه ما يستغني به عن الناس ويخلق في قلبه الغنى، فإن الغنى غنى النفس (ومن استعف) أي امتنع عن السؤال (أعفه الله) بتشديد الفاء، أي جازاه الله على استعفافه بصيانة وجهه ودفع فاقته (ومن استكفى) بالله (كفاه الله) ما أهمه ورزقه القناعة، قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : لما كان التعفف يقتضي ستر الحال عن الخلق وإظهار الغنى عنهم كان صاحبه معاملا لله في الباطن فيقع له الربح على قدر صدقه في ذلك، وقال الطيبي: معنى قوله "من استغنى أعفه الله" يعف عن السؤال وإن لم يظهر الاستعفاف عن الناس، لكنه إن أعطي شيئا لم يتركه، يملأ الله قلبه غنى بحيث لا يحتاج إلى سؤال، ومن داوم على ذلك وأظهر الاستعفاف وتصبر ولو أعطي لم يقبل فهو أرفع درجة، والصبر جامع لمكارم الأخلاق، وقال ابن التين: معنى قوله "أعفه" إما يرزقه من المال ما يستغني به عن السؤال، وإما أن يرزقه القناعة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي: من ظن أن حاجته يسدها المال فليس برا، إنما البر الذي أيقن أن حاجته إنما يسددها ربه ببره الخفي وجوده الوفي (ومن سأل) الناس (وله قيمة أوقية) من الوقاية؛ لأن المال مخزون مصون، أو لأنه يقي الشخص من الضرورة، والمراد بها في غير الحديث نصف سدس رطل، قال الجوهري وغيره: أربعون درهما كذا كان، قال البرماوي وغيره: وأما الآن فيما يتعارف ويقدر عليه الأطباء فعشرة دراهم وخمسة أسباع درهم اهـ. وأقول: كذا كان والآن اثني عشر درهما (فقد ألحف) أي سأل الناس إلحافا تبرما بما قسم له
[تنبيه] مقصود الحديث الإشارة إلى أن في طلب الرزق من باب المخلوق ذلا وعناء، وفي طلبه من الخالق بلوغ المنى والغنى. قال بعض العارفين: من استغنى بالله افتقر الناس إليه
قف بباب الواحد. . . تفتح لك الأبواب. . . واخضع لسبب واحد. . . تخضع لك الرقاب
هذا: وربنا يقول وإن من شيء إلا عندنا خزائنه فأين الذهاب والغنى غنى النفس من الحظوظ والأغراض، لا غنى اليد بفاني الأعراض
إن الغني هو الغني بنفسه. . . ولو انه عاري المناكب حافي
ما كل ما فوق البسيطة كافي. . . فإذا قنعت فبعض شيء كافي