(من أسف على دنيا فاتته) أي حزن على فواتها وتحسر على فقدها، قال الطيبي: ولا يجوز حمله على الغضب؛ لأنه لا يجوز أن يقال: غضب على ما فات بل على من فوت عليه اهـ، وأشار بذلك إلى ما قال nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب: الأسف: الحزن والغضب معا، وقد يقال الكل منهما على انفراده، وحقيقته ثوران دم القلب شهوة للانتقام، فمن كان على من دونه انتشر فصار غضبا، أو فوقه انقبض فصار حزنا (اقترب من النار مسيرة ألف سنة) يعني قربا كثيرا جدا (ومن أسف على آخرة فاتته) أي على شيء من أعمال الآخرة المقربة من الجنة ورضوان الله ورحمته (اقترب من الجنة مسيرة ألف سنة) أي شيئا كثيرا جدا، ومقصود الحديث الحث على القناعة، والترغيب في فضلها، وإيثار ما يبقى على ما يفنى، قالابن أدهم: قد حجبت قلوبنا بثلاثة أغطية: فلن ينكشف للعبد اليقين حتى يرفع الفرح بالموجود والحزن على المفقود والسرور بالمدح، فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط والساخط معذب، وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل، قال الراغب: الحزن على ما فات لا يلم ما تشعث ولا يبرم ما تنكث، كما قيل: " وهل جزع مجد علي فأجزعا " فأما غمه على المستقبل: فإما أن يكون في شيء ممتنع كونه أو واجب كونه أو ممكن كونه، فإن كان على ما هو ممتنع كونه فليس من شأن العاقل، وكذا إن كان من قبيل الواجب كونه كالموت، فإن كان ممكنا كونه فإن كان لا سبيل لدفعه كإمكان الموت قبل الهرم فالحزن له جهل واستجلاب غم إلى غم، فإن أمكن دفعه احتال لرفعه بفعل غير مشوب بحزن، فإن دفعه وإلا تلقاه بصبر
( nindex.php?page=showalam&ids=11970الرازي في مشيخته عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ) بن الخطاب.