(لا تسبي) خطابا لأم السائب (الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم) أي المؤمنين (كما يذهب الكير) بالكسر: كير الحداد المبني من طين، وقيل زقه الذي ينفخ به كما مر (خبث الحديد) لما كانت الحمى يتبعها حمية عن الأغذية الرديئة، وتناول الأغذية والأدوية النافعة، وفي ذلك إعانة على تنقية البدن ونفي أخباثه وفضوله، وتصفيته من مواده الرديئة، وتفعل به كما تفعل النار بالحديد من نفي خبثه وتصفية جوهره، وأشبهت نار الكير التي تصفي الحديد، وهذا القدر هو المعلوم عند علماء الأبدان، وأما تصفيتها القلب من وسخه ودرنه، وإخراج خبثه فأمر يعلمه أطباء القلوب كما أخبر به نبيهم عليه الصلاة والسلام، لكن إذا أيس من برء المرض لم ينجح فيه هذا العلاج، ذكره ابن القيم