(إذا انتهى أحدكم) ؛ أي: انتهى به السير؛ حتى وصل؛ (إلى المجلس) ؛ أي: مجلس التخاطب؛ والمسامرة بين القوم المجتمعين للتحدث فيه؛ وهو النادي؛ (فإن وسع له) ؛ ببنائه للمفعول؛ أي: فسح؛ وفي رواية للفاعل؛ أي: فسح له أخوه المسلم؛ كما في رواية؛ (فليجلس) ؛ فيه؛ ولا يأبى الكرامة؛ (وإلا) ؛ أي: وإن لم يوسع له؛ (فلينظر إلى أوسع مكان) ؛ يعني مكان واسع؛ (يراه) ؛ في المجلس؛ (فليجلس فيه) ؛ إن شاء؛ وإلا انصرف؛ ولا يزاحم غيره؛ فيؤذيه؛ ولا يجلس وسط الحلقة للتوعد عليه باللعن في الخبر الآتي؛ ولا أمام غيره؛ لأنه إضرار له؛ وإن أذن حياء؛ كما يقع كثيرا؛ ولا يقيم أحدا ليجلس مكانه منهي عنه كما يأتي؛ في أخبار؛ ولا يستنكف أن يجلس في أخريات الناس؛ بل يقصد كسر النفس؛ ومخالفة الشيطان؛ ويسلك سبيل أولياء الرحمن؛ فإن الرضا بالدون من شرف المجالس؛ كما في خبر يأتي؛ وقد كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يجلس حيث ينتهي به المجلس؛ كما يأتي؛ وقد عم الابتلاء بالتنافس في ذلك؛ وطم في هذا الزمان؛ وقبله بأزمان؛ سيما العلماء؛ ولو علموا أن الصدر صدر أينما حل؛ لما كان ما كان؛ ويندب القيام لمن دخل عليه ذو فضل ظاهر؛ كعلم وصلاح؛ بقصد البركة والإكرام؛ لا الرياء والإعظام؛ ويحرم على الداخل محبة القيام له.
( nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي ) ؛ أبو القاسم ؛ في المعجم؛ (طب هب؛ عن شيبة) ؛ ضد " الشباب" ؛ (ابن عثمان ) ؛ المكي العبدري الحجبي؛ بفتح المهملة؛ والجيم؛ صاحب مفتاح الكعبة؛ قال الهيتمي: إسناده حسن.