(لا تطرحوا) وفي رواية: لا تعلقوا (الدر في أفواه الكلاب) فإن الحكمة كالدر بل أعظم، ومن كرهها أو لم يعرف قدرها فهو شر من الكلب والخنزير، ولذلك قيل: كل لكل عبد بمعيار عقله، وزن له بميزان فهمه حتى تسلم منه، وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار، وقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله وجهه وأشار إلى صدره: إن ههنا علما جما، لو وجدت له حملة. قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي: وصدق، فقلوب الأبرار قبور الأسرار، فلا ينبغي أن يفشي العالم كل ما يعلمه إلى كل أحد، هذا إذا كان من يفهمه كيسا أهلا للانتفاع به، فكيف بمن لا يفهمه؟ وقيل في قوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء أموالكم الآية، أنه نبه به على هذا المعنى، وذلك لأنه لما منعنا من تمكين السفيه من المال الذي هو عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر، تفاديا أنه ربما يؤديه إلى هلاك دنيوي، فلأن يمنع عن تمكينه من حقائق العلوم التي إذا تناولها السفيه أداه إلى ضلال وإضلال وهلاك وإهلاك أولى، قال:
إذا ما اقتنى العلم ذو شرة. . . تضاعف ما ذم من مخبره
وصادف من علمه قوة. . . يصول بها الشر في جوهره
وكما أنه يجب على الحكام إذا وجدوا من السفهاء رشدا أن يدفعوا إليهم أموالهم للآية، فواجب على الحكماء والعلماء إذا وجدوا من المسترشدين قبولا أن يدفعوا إليهم العلوم بقدر استحقاقهم، فالعلم قنية يتوصل بها إلى الحياة الأخروية، كما أن المال قنية في المعاونة على الحياة الدنيوية
(المخلص) أبو الطاهر، nindex.php?page=showalam&ids=14785والعسكري (عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس) بن مالك، وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار كذاب يضع، لكن شاهده ما قبله فهما يتعاضدان، ثم هذا قد رواه باللفظ المزبور nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=16138والديلمي وغيرهم، ولعل المؤلف اقتصر على هذه الطريق لكونها أقوى عنده، ولو جمع الكل لكان أولى.