(لا تغضب) أي لا تفعل ما يحملك على الغضب، أو لا تفعل بمقتضاه، بل جاهد النفس على ترك تنفيذه والعمل بما يأمر به، فإذا ملك الإنسان كان في أسره وتحت أمره، ومن ثم قال سبحانه ولما سكت عن موسى الغضب فمن لم يمتثل ما يأمره به غضبه وجاهد نفسه اندفع عنه شر غضبه، وربما سكن عاجلا، وإليه الإشارة بقوله وإذا ما غضبوا هم يغفرون ومن غضب فإنه في الحقيقة إنما يغضب على ربه، فقال بعض الصوفية: الغضب نسيان العبودية؛ لأن صفة العبد الذلة والانكسار والصغار والاضطرار، ومن هذا حاله كيف يليق به الغضب؟ وكفى المغضوب عقوبة في الدنيا [ ص: 414 ] الاحتراق بنار نفسه، وفي الأخرى إبطال حسناته