(يدخل الجنة أقوام أفئدتهم) أي قلوبهم (مثل أفئدة الطير) في رقتها ولينها كما في خبر: أهل اليمن أرق أفئدة، أي أنها لا تحمل أشغال الدنيا، فلا يسعها الشيء وضده كالدنيا والآخرة، أو في التوكل كقلوب الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا، وفي الهيبة والرهبة، لأن الطير أفزع شيء وأشد الحيوان خوفا، لا يطيق حبسا ولا يحتمل إشارة، هكذا أفئدة هؤلاء مما حل بها من هيبة الحق وخوف جلال الله وسلطانه، لا يطيق حبس شيء يبدو من آثار القدرة، ألا ترى أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى شيئا من آثارها كغمام فزع، فإذا أمطرت سري عنه، وسمع nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم قائلا يقول: كل ذنب مغفور سوى الإعراض عنا، فسقط مغمى عليه، وسمي علي بن الفضيل قتيل القرآن، وعليه فمعنى يدخل الجنة إلخ: أي الذين هم لله خائفون، وله مجلون، ولهيبته خاضعون، ومن عذابه مشفقون
(حم م عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) .