(إذا بعثتم إلي رجلا) ؛ وفي رواية - بدله -: " بريدا" ؛ وفي أخرى: " رسولا" ؛ (فابعثوه حسن الوجه) ؛ لأن الوجه القبيح مذموم؛ [ ص: 312 ] والطباع عنه نافرة؛ وحاجات الجميل إلى الإجابة أقرب وجاهة؛ في الصدور أوسع؛ وجميل الوجه يقدر على تنجز الحاجة ما لا يمكن القبيح؛ وكل معين على قضاء الحوائج في الدنيا معين على الآخرة بواسطتها؛ ولأن الجمال أيضا يدل غالبا على فضيلة النفس؛ إذ نور النفس إذا تم إشراقه تأدى إلى البدن؛ فالمنظر والمخبر كثيرا ما يتلازمان؛ ولذلك عول أهل الفراسة في معرفة مكارم النفس على هيئات البدن؛ وقالوا: الوجه والعين مرآة الباطن؛ ولذلك يظهر فيه أثر الغضب والسرور والغم؛ ومن ثم قيل: طلاقة الوجه عنوان ما في النفس؛ واستعرض المأمون جيشا؛ فعرض عليه رجل قبيح؛ فاستنطقه؛ فوجده ألكن؛ فأسقط اسمه من الديوان؛ وقال: الروح إن أشرق على الظاهر فصباحة؛ أو على الباطن ففصاحة؛ وذا ليس له ظاهر ولا باطن؛ ولهذا قال (تعالى) - مثنيا -: وزاده بسطة في العلم والجسم ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي: وليس يعني بالجمال ما يحرك الشهوة؛ فإنه أنوثة؛ وإنما عنى ارتفاع القامة؛ على الاستقامة؛ مع الاعتدال في اللحم؛ وتناسب الأعضاء؛ وتناصف خلقة الوجه؛ بحيث لا تنبو الطباع عن النظر إليه؛ (حسن الاسم) ؛ لأجل التفاؤل؛ فإن الفأل الحسن حسن؛ وبين الاسم؛ والمسمى؛ علاقة؛ ورابطة تناسبه؛ وقلما تخلف ذلك؛ فإن الألفاظ قوالب المعاني؛ والأسماء قوالب المسميات؛ فقبيح الاسم عنوان قبح المسمى؛ كما أن قبح الوجه عنوان قبح الباطن؛ وبه يعرف أن ذا ليس من الطيرة في شيء؛ وأهل اليقظة والانتباه يرون أن الأشياء كلها من الله؛ فإذا ورد على أحدهم حسن الوجه والاسم؛ تفاءلوا به.
(تنبيه) : من كلامهم البليغ: إذا قلت الأنصار؛ كلت الأبصار؛ وما وراء الخلق الدميم إلا الخلق اللئيم.
( nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار ) ؛ في مسنده؛ (طس)؛ وكذا nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي ؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) - رضي الله عنه -؛ أورده nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات؛ ولم يصب؛ كما أن الهيتمي لم يصب في تصحيحه؛ بل هو حسن؛ كما رمز له المؤلف.