( إذا رأى أحدكم مبتلى؛ فقال: الحمد لله الذي عافاني ) ؛ أي: نجاني؛ وسلمني؛ قال في الصحاح: " العافية" : دفاع الله عن العبد؛ (مما ابتلاك به) ؛ قال الطيبي: فيه إشعار بأن الكلام ليس في مبتلى بنحو مرض؛ أو نقص خلقة؛ بل لكونه عاصيا متخلفا خلع العذار؛ ولذلك خاطبه بقوله: مما ابتلاك به؛ ولو كان المراد المريض؛ لم يحسن الخطاب بقوله: (وفضلني عليك) ؛ أي: صيرني أفضل منك؛ أي: أكثر خيرا؛ أو أحسن حالا؛ وفي الصحاح: " فضله على غيره" : حكم له بذلك؛ أو صيره كذلك؛ (وعلى كثير من عباده) ؛ مصدر مؤكد لما قبله؛ (كان شكر تلك النعمة) ؛ أي: كان قوله ما ذكر؛ قياما بشكر [ ص: 352 ] تلك النعمة المنعم بها عليه؛ وهي معافاته من ذلك البلاء؛ والخطاب في قوله: " ابتلاك" ؛ و" عليك" ؛ يؤذن بأن يظهر له ذلك؛ ويسمعه إياه؛ وموضعه ما إذا لم يخف فتنته.
(تنبيه) : قال بعض العارفين: الحديث وارد في حق العامة؛ أما الكامل فينظر فيما انطوى عليه ذلك الابتلاء؛ فإن كان كفارة؛ أو رفع درجات؛ لم يسأل العافية منه؛ والعارف يحمل كل حديث على حاله.
(هب؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) ؛ وفيه سهل بن صالح؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين: غير قوي.