(إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد) ؛ أي: الجلوس في المساجد؛ التي هي جنات الدنيا؛ لكونها أسبابا موصلة إلى الجنان التي هي مقر أهل الإيمان؛ أو معناه: وجدتم قلبه معلقا بها منذ يخرج منها إلى عوده إليها؛ أو شديد الحب لها؛ والملازمة لجماعتها؛ وتعهدها بالصلاة فيها؛ كلما حضرت؛ أو يعمرها؛ ويجدد ما درس منها؛ ويسعى في مصالحها؛ والأوجه حمله على الكل؛ فمن لزمها لنحو اعتكاف؛ أو اجتهاد؛ أو تعلق قلبه بها؛ أو عمرها بنحو ذكر؛ وصلاة؛ أو عمر ما تهدم منها؛ وسعى في إقامة شعارها؛ (فاشهدوا له بالإيمان) ؛ أي: اقطعوا له بأنه مؤمن حقا؛ في ظاهر الحال؛ فإن الشهادة قول صدر عن مواطأة القلب اللسان على سبيل القطع؛ ذكره الطيبي؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=12486ابن أبي جمرة : وفيه أن التزكية بالقطع [ ص: 358 ] ممنوعة؛ إلا بنص؛ لأنه حكم على الغيب؛ وهو على البشر مستحيل؛ قال: ولا ينافيه النهي عن مدح الرجل في وجهه؛ لأن هذه شهادة وقعت على شيء وجد حسا؛ والفعل الحسي الذي يظهر؛ دليل على الإيمان؛ وعلة النهي عن المدح في الوجه ممنوعة؛ خوف الاغترار والإعجاب في هذا معدومة؛ لأنها شهادة بالأصل؛ وهو الإيمان؛ انتهى؛ ولا يخفى تكلفه؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب : ومن جلس في المسجد؛ فإنما يجالس ربه؛ فما حقه أن يقول إلا خيرا.

(حم ت هـ؛ nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة ) ؛ في صحيحه؛ (حب ك هق؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد) ؛ الخدري ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حسن غريب؛ وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : ترجمة صحيحة مصرية؛ وتعقبه الذهبي بأن فيه دراجا؛ وهو كثير المناكير؛ وقال مغلطاي؛ في شرح nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه : حديث ضعيف؛ وقضية صنيع المؤلف أن هذا الحديث بتمامه؛ والأمر بخلافه؛ بل بقيته عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وغيره: فإن الله يقول: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر