(إذا سافرتم في الخصب) ؛ بكسر الخاء المعجمة؛ وسكون المهملة؛ زمن كثرة النبت والعلف؛ (فأعطوا الإبل) ؛ ونحوها من الخيل والبغال والحمير؛ وخص الإبل؛ لأنها غالب مراكب العرب؛ (حظها) ؛ أي: نصيبها؛ (من الأرض) ؛ أي: من نباتها؛ بأن تمكنوها من الرعي في بعض النهار؛ وفي أثناء السير؛ جعله حظا لأن صاحبها إذا أحسن رعيها سمنت؛ وحسنت في عينه؛ فينفس بها؛ ولم ينحرها؛ ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ؛ وفي رواية - بدل " حظها" -: " حقها" ؛ قال القاضي: حظها من الأرض: رعيها فيها ساعة؛ فساعة؛ (وإذا سافرتم في السنة) ؛ بفتح المهملة: الجدب؛ والقحط؛ وانعدام النبت؛ أو قلته؛ (فأسرعوا عليها السير) ؛ لتصل المقصد وبها بقية من قوتها؛ لفقد ما يقويها على السير؛ قال القاضي: معناه: إذا كان الزمان زمان قحط؛ فأسرعوا السير عليها؛ ولا تتعوقوا في الطريق؛ لتبلغكم المنزل قبل أن تضعف؛ وقد صرح بهذا في رواية أخرى؛ وهي: nindex.php?page=hadith&LINKID=665155 " إذا سافرتم في السنة؛ فبادروا بها نقيها؛ وأسرعوا عليها السير ما دامت قوية باقية النقي؛ وهو المخ" ؛ (وإذا عرستم) ؛ بالتشديد: نزلتم؛ (بالليل) ؛ أي: آخره؛ لنحو نوم واستراحة؛ و" التعريس" : نزول المسافر للاستراحة آخر الليل؛ (فاجتنبوا الطريق) ؛ أي: اعدلوا؛ وأعرضوا عنها؛ وانزلوا يمنة؛ أو يسرة؛ (فإنها طرق الدواب؛ ومأوى الهوام) ؛ أي: محل ترددها؛ (بالليل) ؛ لتأكل ما فيه من الرمة؛ وتلتقط ما سقط من المارة من نحو مأكول؛ فينبغي التعريج عنها حذرا من أذاها.