(إذا غضب أحدكم وهو قائم؛ فليجلس) ؛ ندبا؛ (فإن ذهب عنه الغضب) ؛ فذاك؛ (وإلا) ؛ بأن استمر؛ (فليضطجع) ؛ [ ص: 408 ] على جنبه؛ لأن القائم متهيئ للانتقام؛ والجالس دونه؛ والمضطجع دونهما؛ والقصد أن يبتعد عن هيئة الوثوب والمبادرة للبطش ما أمكن؛ حسما لمادة المبادرة؛ وحمل الطيبي الاضطجاع هنا على التواضع والخفض؛ لأن الغضب منشؤه الكبر والترفع؛ صرف للفظ عن ظاهره؛ بلا ضرورة؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي: والغضب يهيج الأعضاء؛ اللسان أولا؛ ودواؤه السكوت؛ والجوارح؛ بالاستطالة؛ ثانيا؛ ودواؤه الاضطجاع؛ وهذا إذا لم يكن الغضب لله؛ وإلا فهو من الدين؛ وقوة النفس في الحق؛ فبالغضب قوتل الكفار؛ وأقيمت الحدود؛ وذهبت الرحمة عن أعداء الله من القلوب؛ وذلك يوجب أن يكون القلب عاقدا؛ والبدن عاملا بمقتضى الشرع؛ وفي الحديث وما قبله أن الغضبان مكلف؛ لأنه كلفه بما يسكنه من القول؛ والفعل؛ وهذا عين تكليفه بقطع الغضب؛ وما نقل عن nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل وغيره؛ أن من كان سبب غضبه مباحا؛ كالسفر؛ أو طاعة؛ كالصوم؛ فغير مكلف بما يصدر عنه؛ فمؤول.
(حم د حب) ؛ من رواية أبي الأسود ؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر ) ؛ قال: كان nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر يسقي على حوض؛ فأغضبه رجل؛ فقعد؛ ثم اضطجع؛ فقيل له فيه؛ فقال: " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:..." ؛ فذكره؛ قال الهيتمي: رجال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رجال الصحيح.