(إذا فتحت مصر) ؛ أرض جامعة كليتها؛ وجملة إقليمها؛ نازلة منزلة الأرض كلها؛ فلها إحاطة بوجه ما؛ فلذلك أعظم شأنها في القرآن؛ أي: والسنة؛ وشأن العالي منها من الفراعنة؛ ذكره الحراني ؛ قال ابن زولاق: ذكرت مصر في القرآن في ثمانية وعشرين موضعا؛ قال المصنف: بل أكثر من ثلاثين؛ وسردها؛ (فاستوصوا بالقبط) ؛ كـ " سبط" : أهل مصر؛ [ ص: 409 ] وقد تضم القاف في النسبة؛ (خيرا) ؛ أي: اطلبوا الوصية من أنفسكم بإتيان أهلها خيرا؛ أو معناه: اقبلوا وصيتي فيهم؛ يقال: أوصيته فاستوصى؛ أي: قبل الوصية؛ يعني: إذا استوليتم عليهم؛ وتمكنتم منهم؛ فأحسنوا إليهم؛ وقابلوهم بالعفو عما تنكرون؛ ولا يحملنكم سوء أفعالهم؛ وقبح أقوالهم على الإساءة إليهم؛ فالخطاب للولاة من الأمراء والقضاة؛ ثم علله بقوله: (فإن لهم ذمة) ؛ ذماما؛ وحرمة؛ وأمانا؛ من جهة إبراهيم؛ ابن المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن أمه مارية؛ منهم؛ (ورحما) ؛ بفتح؛ فكسر: قرابة؛ لأن هاجر؛ أم إسماعيل؛ منهم؛ وفي رواية: " قرابة؛ وصهرا" ؛ فالذمة باعتبار إبراهيم؛ والرحم باعتبار هاجر؛ ذكره جمع؛ وقال الزركشي: المتجه أنه أراد بالذمة: العهد الذي دخلوا به في الإسلام؛ زمن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ؛ فإن مصر فتحت صلحا؛ وهذا مما كوشف به من الغيب؛ ومن معجزاته؛ حيث أوقع الحال موقع الاستقبال؛ ففتحت على أتم الأحوال في سنة عشرين من الهجرة؛ ثم فيه معجزة أخرى؛ هي إخباره بأن سيقع منهم ما يوجب العقاب؛ بخروج المصريين على عثمان أولا؛ وقتلهم محمد بن أبي بكر ثانيا؛ وهو وال عليها؛ من قبل nindex.php?page=showalam&ids=8علي؛ الإمام الحق؛ ومع ذلك ففيه إشعار بمحبته لأهل مصر؛ وإن فرط منهم ما فرط؛ ومن فضائلهم أن أكثر المجددين على رأس كل قرن؛ منهم.