(إذا قام أحدكم يصلي من الليل) ؛ أي: إذا أراد القيام للصلاة فيه؛ كقوله (تعالى): فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ؛ عبر عن إرادة الفعل بالفعل المسبب عنها؛ للإيجاب؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : و" القيام" : اسم لهذه الحركة المخصوصة من هذا المتحرك؛ الذي بها يسمى " قائما" ؛ فتلك الهيئة هي التي سميت " قياما" ؛ بالنظر لحال انفصالها؛ و" يقوم" ؛ و" قم" ؛ بالنظر لتوهم وقوعها؛ (فليستك) ؛ أي: يستعمل السواك؛ (فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته؛ وضع ملك فاه على فيه) ؛ يحتمل أن المراد به كاتب الحسنات؛ ويحتمل غيره؛ (فلا يخرج من فيه) ؛ أي: القارئ؛ (شيء) ؛ من القرآن؛ (إلا دخل فم الملك) ؛ لأن الملائكة لم يعطوا فضيلة التلاوة؛ كما في خبر آخر؛ وأنهم حريصون على استماع القرآن من البشر؛ وفي إطلاقه القراءة في الصلاة إشارة إلى أن ذلك يكون في أي صلاة كانت؛ فرضا؛ أو نفلا؛ ليلا؛ أو نهارا؛ فذكره الليل أولا؛ لكون التهجد إنما هو ليلا؛ وهو يزيد على صلاة النهار بالنسبة للكمال؛ فوجه الكلام نحو الغالب؛ وإلا؛ فالنهار كذلك؛ بدليل ما رواه محمد بن نصر ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ؛ مرسلا: " إذا قام الرجل يتوضأ ليلا؛ أو نهارا؛ فأحسن الوضوء؛ واستن؛ ثم قام يصلي؛ أطاف به الملك؛ ودنا منه؛ حتى يضع فاه على فيه؛ فما يقرأ إلا فيه؛ وإذا لم يستن؛ أطلق به؛ ولم يضع فاه على فيه" ؛ ثم قضية الحديث أن تلقف الملك القراءة إنما يكون فيما وقع في الصلاة؛ بخلافه خارجها؛ وقد يوجه بأن الصلاة مظنة الفيوض الرحمانية؛ فاجتماع شرف القرآن؛ وشرف الصلاة؛ يزيد دنو الأرواح القدسية؛ وفيه ندب الإكثار من القراءة؛ سيما في الصلاة؛ وبيان فضيلة قراءة القرآن؛ والسواك؛ وإن كان الإنسان نقي الأسنان؛ قويم المزاج؛ واعتناء الملإ الأعلى بذلك؛ وحرصهم عليه؛ وفيه أن للملك جوفا؛ فهو رد على ابن عبد الهادي؛ في قوله: الملائكة صمد؛ لا أجواف لهم.
(هب؛ وتمام) ؛ في فوائده؛ ( nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء) ؛ المقدسي ؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ) ؛ ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم ؛ قال ابن دقيق العيد: رواته ثقات.