(إذا قرأ ابن آدم السجدة) ؛ أي: آيتها؛ (فسجد) ؛ للتلاوة؛ (اعتزل) ؛ أي: تباعد؛ وكل من عدل إلى جانب؛ فهو معتزل؛ ومنه سميت الفرقة العدلية " معتزلة" ؛ (الشيطان) ؛ إبليس؛ فـ " ال" ؛ عهدية؛ (يبكي: يقول) ؛ حالان؛ من فاعل " اعتزل" ؛ مترادفان؛ أو متداخلان؛ (يا ويله) ؛ في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : " يا ويلتي" ؛ وفي أخرى: " يا ويلي" ؛ وفي أخرى: " يا ويلنا" ؛ وألفه للندبة؛ والتفجع؛ أي: يا هلاكي؛ ويا حزني؛ احضر؛ فهذا أوانك؛ جعل الويل منادى لكثرة حزنه؛ وهو لما حصل له من الأمر الفظيع؛ (أمر ابن آدم بالسجود) ؛ وهذا استئناف؛ جواب عمن سأله عن حاله؛ (فسجد؛ فله الجنة) ؛ بطاعته؛ (وأمرت بالسجود؛ فعصيت؛ فلي النار) ؛ وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم - بدل " فعصيت" -: " فأبيت" ؛ وفيه بيان فضيلة السجدة؛ ودليل على كفر إبليس؛ قال الحنفية: [ ص: 416 ] ووجوب سجدة التلاوة لأن الحكيم إذا حكى عن غير الحكيم كلاما؛ ولم يتعقبه بالإنكار؛ كان دليل صحته؛ وقال الشافعية: سنة؛ وتسمية هذا أمرا من كلام إبليس؛ وكون المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حكاه؛ ولم ينكره؛ لا يجديهم؛ فقد حكى غيره من كلام الكفار؛ ولم يبطله؛ وهو باطل؛ قال الطيبي: ونداء الويل للتحسر على ما فاته من الكرامة؛ وحصول اللعن؛ والطرد؛ والخيبة في الدارين؛ وللحسد على ما حصل لآدم من القرب؛ والكرامة؛ والفوز.
(حم م د؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) .