(اذكروا الله ذكرا) ؛ كثيرا جدا؛ (حتى يقول المنافقون: إنكم تراؤون) ؛ بمثناة فوقية؛ أي: حتى يرميكم أهل النفاق بالرياء؛ لما يرون من شدة محافظتكم عليه؛ وهذا حث شديد على لزوم الذكر سرا؛ وجهرا؛ ولا يرائي أحدا به؛ وأما ما قيل: إن الشبلي قيل له: متى تستريح؟ قال: إذا لم أر له ذاكرا؛ فعذره أنه لا يرى ذاكرا إلا والغفلة مستولية على قلبه؛ فيغار لله أن يذكر بهذا الذكر؛ لغلبة المحبة على قلبه؛ ومع ذلك فهو من شطحاته التي تغفر له؛ لصدق محبته؛ فلا يقتدى به فيها؛ إذ يلزمه أن راحته ألا يرى لله مصليا؛ ولا تاليا؛ ولا ناطقا بالشهادتين؛ ومعاذ الله أن يستريح لذلك قلب هذا العارف؛ والله لا يضيع أجر ذكر اللسان المجرد؛ بل يثيب الذاكر؛ وإن غفل قلبه؛ لكن ثواب دون ثواب؛ وهذا وأشباهه؛ إذا وقع من أولئك الأجلة الأكابر إنما يصدر عنهم في حال السكر؛ فلا يؤاخذون به؛ كما نقل عن أبي يزيد البسطامي؛ من نحو: " سبحاني" ؛ و" ما في الجبة إلا الله" ؛ " أما النار؛ لأستعدن لها غدا؛ وأقول: اجعلني لأهلها الفدا؛ أما الجنة؛ لعبة صبيان" ؛ وقوله: " هب لي هؤلاء اليهود؛ ما هؤلاء حتى تعذبهم؟" ؛ إلى ذلك من شطحاتهم المعروفة؛ فنسلم لهم حالهم؛ معتقدين لهم؛ ونبرأ إلى الله من كل من تعمد مخالفة الكتاب؛ والسنة.
(طب؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ) ؛ وفيه - كما قال الهيتمي وغيره - الحسن بن أبي جعفر ؛ ضعيف.