(أذن لي) ؛ بالبناء للمفعول؛ والآذن له هو الله؛ ولولا الإذن لم يجز له التحديث؛ فهو تنبيه على أن من أطلعه الله على شيء من الأسرار؛ ثم أفشاه بغير إذن؛ عذب بالنار؛ وهذا محتمل لأن يكون رآه؛ وأن يكون أوحي إليه به؛ (أن أحدث) ؛ أصحابي؛ أو أمتي؛ (عن ملك) ؛ بفتح اللام: أي: عن شأنه؛ أو عظم خلقه؛ (من ملائكة الله - تعالى) ؛ قيل: هو إسرافيل؛ أضيف إليه لمزيد التفخيم والتعظيم؛ (من حملة العرش) ؛ أي: من الذين يحملون عرش الرحمن؛ الذي هو أعظم المخلوقات؛ المحيط بجميع العوامل؛ و" العرش" : السرير؛ (ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه؛ مسيرة سبعمائة سنة) ؛ وفي رواية: " سبعين عاما" ؛ أي: بالفرس الجواد؛ كما في خبر آخر؛ فما ظنك بطوله؛ وعظم جثته؟! قال الطيبي: والمراد بسبعمائة عام هنا: التكثير؛ لا التحديد؛ لأنه أليق بالكلام؛ وأدعى للمقام؛ وقال: " أذن لي" ؛ ليفيد أن علم الغيب مختص به (تعالى)؛ لكنه يطلع منه من شاء؛ على ما شاء؛ وليس على من أطلعه أن يحدث إلا بإذنه؛ وشحمة الأذن: ما لان من أسفلها؛ وهو معلق القرط؛ و" العاتق" : ما بين المنكب؛ والعنق؛ وهو موضع الرداء؛ يذكر؛ ويؤنث؛ فإن قلت: الملائكة أجسام نورانية؛ والأنوار لا توصف بالأذن؛ والعنق؛ قلت: لا مانع من تشكل النور على هيئة الإنسان؛ وأن ضرب الأذن والعاتق مثلا مقربا؛ للإفهام.
(تنبيه) : قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=11970الرازي: اتفق المسلمون على أن فوق السماء جسما عظيما؛ هو العرش.