(أذيبوا) ؛ أي: أسيلوا؛ وفي المصباح: " ذاب الشيء" ؛ سال؛ و" الذائب" ؛ خلاف الجامد؛ (طعامكم) ؛ أي: ما تناولتموه من عشائكم؛ وغدائكم؛ (بذكر الله) ؛ أي: بملازمة الذكر عليه؛ من نحو قراءة؛ وتهليل؛ وتكبير؛ (والصلاة) ؛ الشرعية؛ يعني: اذكروا الله؛ وصلوا عقب الأكل؛ (ولا تناموا) ؛ عليه؛ أي: بعد الطعام؛ قبل انهضامه عن أعالي المعدة؛ (فتقسو) ؛ أي: فإنكم إن نمتم عليه؛ تقسو؛ و" تقسو" ؛ منصوب بفتحة على الواو؛ لأنه جواب النهي؛ ومن جعلها ضمير الجمع فإنما يتخرج على لغة " أكلوني البراغيث" ؛ (قلوبكم) ؛ أي: تغلظ وتشتد؛ وتكتسب ظلمة وحجبا؛ فلا تنجع فيها بعد ذلك المواعظ؛ ولا تنزجر بالزواجر؛ بل تصير كالحجر الصلب؛ ومن قيل فيه:
وليس يزجركم ما توعظون به ... والبهم يزجرها الراعي فتنزجر
أبعد آدم ترجون الخلود وهل ... تبقى فروع الأصل حين ينعقر؟ [ ص: 459 ] لا ينفع الذكر قلبا قاسيا أبدا ... والحبل في الحجر القاسي له أثر
والطعام ظلمة؛ والذكر نور؛ فيزال بنور الذكر ظلمة الطعام؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي: وفيه أنه يستحب ألا ينام على الشبع؛ فيجمع بين غفلتين؛ فيعتاد الفتور؛ ويقسو قلبه؛ ولكن ليصل؛ أو يجلس يذكر الله؛ فإنه أقرب إلى الشكر؛ وأقل ذلك أن يصلي أربع ركعات؛ أو يسبح مائة تسبيحة عقب كل أكلة؛ وكان nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري إذا شبع ليلة؛ أحياها؛ وإذا شبع يوما؛ واصله بالذكر؛ قال الحراني : و" القسوة" : اشتداد التصلب والتحجر.
(طس عد؛ nindex.php?page=showalam&ids=12769وابن السني ) ؛ في اليوم والليلة؛ ( nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم ؛ في) ؛ كتاب؛ (الطب) ؛ النبوي؛ (هب؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ) ؛ ظاهر صنيع المصنف أن nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي خرجه وسكت عليه؛ والأمر بخلافه؛ بل تعقبه بقوله: هذا منكر؛ تفرد به بزيغ؛ وكان ضعيفا؛ أهـ؛ وقال الهيتمي - بعد عزوه nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني -: فيه بزيغ؛ وهو متروك؛ وقال ابن محمود؛ شارح nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود - بعدما عزاه nindex.php?page=showalam&ids=12769لابن السني -: فيه بزيغ الخصاف؛ متهم؛ وقال العراقي في الحديث: سنده ضعيف؛ وأورده nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوع؛ وقال: بزيغ متروك؛ وهو تعسف؛ لما أن الترك لا يوجب الحكم بالوضع؛ واعلم أن للحديث طريقين؛ الأول: عن عبد الرحمن بن المبارك؛ عن بزيغ؛ عن هشام ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ؛ والثاني عن أبي الأشعث ؛ عن أصرم بن حوشب؛ عن عبد الله الشيباني؛ عن هشام ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ؛ فأخرجه من الطريق الأول nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ؛ والأوسط؛ nindex.php?page=showalam&ids=12769وابن السني ؛ nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم ؛ nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ؛ ومن الطريق الثاني nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني ؛ فأما بزيغ؛ فمتروك؛ بل قال بعضهم: متهم؛ وأما أصرم؛ ففي الميزان عن nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين: كذاب؛ خبيث؛ وعن nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : كان يضع على الثقات؛ وقال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : هو معروف ببزيغ؛ فلعل أصرم سرقه منه؛ ولهذا حكم الجوزي بأنه موضوع؛ فقال: موضوع؛ بزيغ متروك؛ وأصرم كذاب؛ وتعقبه المؤلف بأن العراقي اختصر في تخريج الإحياء على تضعيفه؛ وأنت خبير بأن هذا التعقيب أوهن من بيت العنكبوت؛ وبأن له عند nindex.php?page=showalam&ids=16138الديلمي شاهدا من حديث أصرم هذا؛ وعن nindex.php?page=showalam&ids=8علي مرفوعا: " أكل العشاء؛ والنوم عليه قسوة في القلب" ؛ هذا حاصل تعقبه.