(استذكروا القرآن) ؛ أي: استحضروه في قلوبكم؛ وعلى ألسنتكم؛ واطلبوا من أنفسكم المذاكرة؛ والسين للمبالغة؛ [ ص: 489 ] (فلهو أشد تفصيا) ؛ بفاء وصاد مهملة؛ ومثناة تحتية خفيفة؛ أي: تفلتا؛ أو تخلصا؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : تقول: " قضى الله بالتفصي من هذا الأمر" ؛ و" ليتني أتفصى من فلان" ؛ أي: أتخلص منه؛ وأباينه؛ قال الزركشي: وانتصاب " تفصيا" ؛ على التمييز؛ كقوله (تعالى): وأحسن مقيلا ؛ (من صدور الرجال) ؛ أي: من قلوبهم التي في صدورهم؛ (من النعم) ؛ أي: الإبل؛ (من عقلها) ؛ أي: أشد نفارا من الإبل إذا انفلتت من العقال؛ فإن من شأن الإبل طلب التفلت؛ ما أمكنها؛ فمتى لم يتعاهد صاحبها رباطها؛ تفلتت؛ فكذلك حافظ القرآن إن لم يتعاهده؛ تفلت؛ بل هو أشد من ذلك؛ وفي نص القرآن إشارة إلى ذلك؛ حيث قال: إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ؛ وقال: ولقد يسرنا القرآن للذكر ؛ فمن حافظ على تلاوته بشراشره؛ يسره له؛ ومن أعرض عنه؛ تفلت منه؛ وروي: " بعقلها" ؛ والباء فيه بمعنى " من" ؛ و" العقل" : جمع " عقال" ؛ كـ " كتاب" ؛ و" كتب" ؛ يقال: " عقلت البعير؛ أعقله؛ عقلا" ؛ وهو أن تنثني وظيفه على ذراعه؛ فيشدان بحبل؛ وذلك الحبل هو العقال؛ قال التوربشتي : ويجوز تخفيف الحرف الوسط في الجميع؛ مثل: " كتب" ؛ وكتب" ؛ قال: والرواية فيه من غير تخفيف؛ ونسيان القرآن كبيرة؛ وفيه ندب ضرب الأمثال؛ لإيضاح المقاصد.
(حم ق ن؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ) ؛ وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وغيره.