(أشد الناس بلاء في الدنيا؛ نبي؛ أو صفي) ؛ ولهذا قيل في حديث آخر: " إني أوعك؛ كما يوعك الرجلان منكم" ؛ وسر ذلك قال الحراني : إن من شأن الطين الذي منه البشر؛ وما تولد منه؛ أنه لا يخلص من الشوائب؛ ويصفو عن الكدر؛ إلا بعد معاناة شديدة؛ ألا ترى أن الذهب أصفاه؛ وهو لا يخلص عن غش ما؛ ولا يعرى عن مخالطة الدنس بالكلية؛ إلا بالامتحان بشدة النيران؟! قال القرطبي : أحب الله أن يبتلي أصفياءه؛ تكملا لفضائلهم؛ ورفعة لدرجاتهم عنده؛ وليس ذلك نقصا في حقهم؛ ولا عذابا؛ بل كمال رفعة؛ مع رضاهم بجميل ما يجريه الله عليهم؛ وقال الجيلاني: إنما كان الحق يديم على أصفيائه البلايا والمحن؛ ليكونوا دائما بقلوبهم في حضرته؛ لا يغفلوا عنه؛ لأنه يحبهم؛ ويحبونه؛ فلا يختارون الرخاء؛ لأن فيه بعدا عن محبوبهم؛ وأما البلاء فقيد للنفوس؛ يمنعها من الميل لغير المطلوب؛ فإذا دام؛ ذابت الأهوية؛ وانكسرت القلوب؛ فوجدوا الله أقرب إليهم من حبل الوريد؛ كما قال (تعالى) في بعض الكتب الإلهية: " أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي" ؛ أي: على الكشف منهم؛ والشهود؛ وإلا فهو عند كل عبد؛ انكسر قلبه أم لا.
(تخ؛ عن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم) ؛ أي: عن بعضهن؛ رمز المصنف لحسنه.