(أشد الناس بلاء الأنبياء) ؛ قالوا: ثم من؟ قال: (ثم الصالحون) ؛ أي: القائمون بما عليهم من حقوق الحق؛ والخلق؛ قالوا: ثم من؟ قال: (ثم الأمثل؛ فالأمثل) ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب : " الأمثل" ؛ يعبر به عن الأشبه بالفضل؛ والأقرب إلى الخير؛ و" أماثل القوم" ؛ كناية عن خيارهم؛ وقال: " الأمثل" ؛ " أفعل" ؛ من " التماثل" ؛ والجمع " أماثل" ؛ وهم الفضلاء؛ قال ابن عطاء الله: خرجت زوجة القرشي من عنده؛ وهو وحده؛ فسمعت رجلا يكلمه؛ ثم انقطع كلامه؛ فدخلت عليه؛ فقالت: ما عندك أحد؛ والآن سمعت كلاما عندك؛ قال: الخضر أتاني بزيتونة من أرض نجد؛ فقال: " كل هذه؛ ففيها شفاؤك" ؛ قلت: اذهب [ ص: 520 ] أنت وزيتونتك؛ لا حاجة لي فيها؛ وكان به داء الجذام.
(تنبيه) : قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن عربي: هنا مسألة يجب بيانها: إن الله أحب أنبياءه؛ وأولياءه؛ والمحب لا يؤلم محبوبه؛ ولا أحد أشد ألما؛ ولا بلاء؛ منهم؛ فمن أين استحقوا هذا؛ مع كونهم محبوبين؟! قلنا: إن الله قال: يحبهم ويحبونه ؛ والبلاء لا يكون أبدا إلا مع الدعوى؛ فمن ادعى؛ فعليه الدليل على صدق دعواه؛ فلولا الدعوى؛ ما وقع البلاء؛ ولما أحب الله من عباده من أحب رزقهم محبته؛ من حيث لا يعلمون؛ فوجدوا في نفوسهم حبه؛ فادعوه؛ فابتلاهم من حيث كونهم محبوبين؛ فإنعامه دليل على صدق محبته فيهم؛ وابتلاهم لما ادعوه من صدق حبهم إياه؛ فافهم؛ قال الطيبي: و" ثم" ؛ فيه؛ للتراخي؛ والفاء للتعاقب على التوالي؛ كما سبق؛ وإنما ألحق الصالحون بالأنبياء؛ لقربهم؛ وإن كانت درجتهم منحطة عنهم؛ وسره أن البلاء في مقابل النعمة؛ فمن كانت نعمة الله عليهم أكثر؛ كان بلاؤهم عليه أشد؛ ومن ثم ضوعف حد الحر على العبد؛ وفيه دليل على أن القوي يحمل ما حمل؛ والضعيف يرفق به؛ لكن كلما قويت المعرفة بالمبتلى؛ هان البلاء؛ ومنهم من ينظر إلى أهل البلاء فيهون عليه؛ وأعلى منه من يرى أن هذا تصرف المالك في ملكه؛ فيسلم؛ ولا يعترض؛ وأرفع منه من يشغله المحبة عن طلب رفع البلاء؛ وأنهى المراتب من يلتذ به.
(طب؛ عن أخت حذيفة ) ؛ ابن اليمان؛ فاطمة ؛ أو خولة؛ رمز المصنف لحسنه.