(اشفعوا) ؛ أي: ليشفع بعضكم في بعض؛ (تؤجروا) ؛ أي: يثبكم الله (تعالى)؛ (ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء) ؛ وفي رواية: " ما أحب" ؛ أي: يظهر الله (تعالى) على لسان رسوله بوحي؛ أو إلهام؛ ما قدره في علمه أنه سيكون؛ من إعطاء؛ وحرمان؛ أو يجري الله على لسانه ما شاء من موجبات قضاء الحاجة؛ أو عدمها؛ فإذا عرض صاحب حاجة حاجته علي؛ فاشفعوا له؛ يحصل لكم أجر الشفاعة؛ أي: ثوابها؛ وإن لم تقبل؛ فإن قضيت حاجة من شفعتم له؛ فبتقدير الله؛ وإن لم تقض؛ فبتقدير الله؛ وهذا من مكارم أخلاق المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ ليصلوا جناح السائل؛ وطالب الحاجة؛ وهو تخلق بأخلاقه (تعالى)؛ حيث يقول لنبيه: " اشفع؛ تشفع" ؛ وإذا أمر بالشفاعة عنده؛ مع استغنائه عنها؛ لأن عنده شافعا من نفسه؛ وباعثا من وجوده؛ فالشفاعة عند غيره ممن يحتاج إلى تحريك داعية الخير أولى؛ ففيه حث على الشفاعة؛ ودلالة على عظيم ثوابها؛ والأمر للندب؛ وربما يعرض له ما يصير الشفاعة واجبة.
(ق)؛ في الزكاة؛ كلهم في الأدب؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى) ؛ الأشعري ؛ قال: كان إذا أتاه طالب حاجة؛ أقبل على جلسائه؛ فذكره؛ وفي رواية: كان إذا جاءه السائل؛ أو طلبت إليه حاجة؛ ذكره؛ ولفظ رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : " اشفعوا؛ فلتؤجروا؛ وليقض الله..." ؛ إلخ.