(أطيب الطيب) ؛ أي: أفضله؛ وأشرفه؛ (المسك) ؛ بكسر الميم؛ فهو أفخر أنواعه؛ وسيدها؛ قال ابن القيم: وأخطأ من قدم عليه العنبر؛ كيف؛ وهو طيب الجنة؛ والكثبان التي هي مقاعد الصديقين فيها منه؛ لا من العنبر؟! والذي غر قائله أنه لا يتغير على مر الزمان؛ كالذهب؛ وهذه خصيصة واحدة؛ لا تقاوم ما في المسك من الخواص؛ وقال المصنف: أطيب الطيب المسك؛ والعنبر؛ والزعفران؛ وللمسك من بينهم مزيد خصوصية؛ وله عليهم الفضل؛ والمزية؛ حيث جاء ذكره في التنزيل؛ وذلك غاية التشريف والتبجيل؛ قال الله (تعالى): يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ؛ ومن منافعه أنه يطيب العرق؛ ويسخن الأعضاء؛ ويمنع الأرياح الغليظة المتولدة في الأمعاء؛ ويقوي القلب؛ ويشجع أصحاب المرة السوداء؛ وفيه من التوحش تفريح؛ ومن السدد تفتيح؛ ويصلح الأفكار؛ ويذهب بحديث النفس؛ ويقوي الأعضاء الظاهرة؛ والباطنة؛ شربا؛ ويعين على الباه؛ وينفع من بادي الصداع؛ ويقوي الدماغ؛ وينفع من جميع علله الباردة؛ ويبطل عمل السموم؛ وغير ذلك.
(تنبيه) : المشهور أنه غزال المسك كالظبي؛ لكن لونه أسود؛ وله نابان لطيفان أبيضان في الأسفل؛ والمسك دم يجتمع في سرته؛ في وقت معلوم من السنة؛ فإذا اجتمع ورم الموضع؛ فمرض الغزال؛ إلى أن تسقط منه؛ وفي مشكل الوسيط لابن الصلاح أن النافجة في جوفه كالإنفحة في جوف الجدي؛ يلقيها كما تلقي الدجاجة البيضة؛ وجمع بأنها تلقيها من سرتها؛ فتتعلق بها إلى أن تنحك بشيء؛ فتسقط؛ قال النووي : وأجمعوا على طهارة المسك؛ وجواز بيعه؛ ونقل عن الشيعة فيه مذهب باطل؛ وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : قال الحافظ: سألت بعض العطارين من أصحابنا المعتزلة عن المسك؛ فقال: لولا أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - تطيب به؛ ما تطيبت به؛ وأما الزباد؛ فليس يقرب ثيابي؛ فقلت: قد يرتضع الجدي من خنزيرة؛ ولا يحرم لحمه؛ لأن اللبن استحال لحما؛ وخرج من تلك الطبيعة؛ وتلك الصورة؛ وذلك الاسم؛ فالمسك غير الدم؛ والخل غير الخمر؛ والجوهر لا يحرم لعينه؛ وإنما للأعراض والعلل؛ فلا تنفر منه عند تذكرك الدم؛ فليس منه.
(حم م د ن؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد) ؛ الخدري ؛ ورواه عنه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14724الطيالسي وغيره.