(اعتدلوا في السجود) ؛ أي: كونوا فيه متوسطين؛ وأوقعوه على الهيئة المأمور بها من وضع أكفكم فيه على الأرض؛ ورفع مرافقكم عنها؛ وعن أجنابكم؛ ورفع بطونكم عن أفخاذكم؛ لأنه أشبه بالتواضع؛ وأبلغ في تمكين الجبهة بالأرض؛ (ولا يبسط أحدكم) ؛ بالجزم؛ على النهي؛ أي: المصلي؛ (ذراعيه) ؛ أي: لا يبسطهما؛ فينبسط؛ (انبساط الكلب) ؛ يعني: لا يفرشهما على الأرض في الصلاة؛ فإنه مكروه؛ لإشعاره بالتهاون؛ وقلة الاعتناء بالصلاة؛ ومن ذلك التقرير علم أن المراد بالاعتدال هنا إيقاع السجود على وفق الأمر؛ وجوبا؛ وندبا؛ كما تقرر؛ لا الاعتدال الجبلي المطلوب في الركوع؛ فإنه استواء الظهر؛ والعنق؛ والواجب هنا ارتفاع الأسافل على الأعالي؛ وتمكين الجبهة مكشوفة بالأرض؛ والتحامل عليها مع الطمأنينة؛ فإذا حصل ذلك صحت صلاته؛ وإن بسط ذراعيه؛ ولم يجاف مرفقيه؛ لكنه مكروه لهذا النهي؛ والكلام من حيث التفريق في الذكر؛ أما الأنثى فيسن لها الضم؛ لأنه أستر لها؛ كما مر؛ وقوله: " يبسط" ؛ بمثناة؛ فموحدة؛ هو ما وقع في خط المؤلف؛ تبعا للعمدة؛ وغيرها؛ وفي رواية: " يبتسط" ؛ بزيادة مثناة فوقية بعد الموحدة؛ وفيه إيماء إلى النهي عن التشبه بالحيوانات الخسيسة في الأخلاق والصفات وهيئة القعود؛ ونحو ذلك.
(حم ق 4؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ) ؛ ابن مالك .