(أعتموا) ؛ بفتح الهمزة؛ وكسر المثناة فوق؛ (بهذه الصلاة) ؛ صلاة العشاء؛ والباء للتعدية؛ أي: ادخلوها في العتمة؛ وهي ما بعد غيبوبة الشفق؛ أو للمصاحبة؛ أي: ادخلوها في العتمة؛ ملتبسين بها؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي : " أعتم الرجل" ؛ دخل في العتمة؛ وهي ظلمة الليل؛ أي: صلوها بعدما دخلتم في الظلمة؛ وتحقق لكم سقوط الشفق؛ ولا تستعجلوا فيها؛ فتوقعوها قبل وقتها؛ وعليه فلا يدل على أفضلية التأخير؛ ويحتمل أنه من " العتم" ؛ الذي هو الإبطاء؛ يقال: " أعتم الرجل" ؛ إذا أخر؛ أهـ؛ (فإنكم قد فضلتم) ؛ بالبناء للمفعول؛ (بها على سائر الأمم؛ ولم تصلها أمة قبلكم) ؛ والمناسبة بين تأخيرها؛ واختصاصها بنا؛ المجوز لجعل الثاني علة للأول؛ أنهم إذا أخروها منتظرين خروج النبي كانوا في صلاة؛ وكتب لهم ثواب المصلي؛ وفيه أن تأخير العشاء أفضل؛ وإليه ذهب جمع منا؛ فقالوا: تأخيرها إلى ثلث الليل أفضل؛ لكن المفتى به خلافه؛ لأدلة أخرى؛ قال المؤلف: وفي خبر nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ما يدل على نسخ التأخير بالتعجيل؛ قال المصنف: وقوله: " فضلتم بها..." ؛ إلخ؛ [ ص: 555 ] يبطل نقل الإسنوي عن شرح مسند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=14345للرافعي أن العشاء ليونس؛ وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي عن عبد الله بن محمد بن عائشة ؛ أن أول من صلى العشاء الآخرة نبينا؛ أهـ؛ وهو زلل فاحش؛ أما أولا فلأن nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي لم يقل ذلك من عنده؛ بل أورد فيه حديثا؛ وبفرض أنه لم يرد به خبر؛ فما الذي يصنعه بقول جبريل حين صلى به الخمس: " nindex.php?page=hadith&LINKID=72388هذا وقت الأنبياء من قبلك" ؟ فهل يسعه أن يقول: أثر nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي هذا الضعيف الذي صرح بعض الأئمة بعدم ثبوته؛ يبطل خبر الصحيحين أيضا؛ على أنه قد روى ابن سعد في: " استمتعوا بهذا البيت" ؛ المار؛ أن إبراهيم وإسماعيل أتيا منى؛ فصليا بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح؛ وأما ثانيا فإن تعبيره بقوله: " يبطل نقل الإسنوي" ؛ ركيك؛ بل سقيم؛ فاسد؛ فإنه إنما يبطل على زعمه منقوله؛ لا نقله؛ فإن ما نقله الإسنوي عن شرح المسند موجود فيه؛ وجلالة الإمام nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي ورفعة محله أشهر من أن تذكر؛ فالأدب معه متعين على كل من انتسب إلى مذهب الإمام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ؛ وأما ثالثا فلأن ظاهر حاله أنه يزعم أن هذا من عندياته؛ وبنات أفكاره التي لم يسبق إليها؛ ولم يعرج أحد عليها؛ وهو قصور؛ أو تقصير؛ فقد تقدمه للكلام فيه العلامة الهروي؛ وجمع صاروا إلى التوفيق بما حاصله أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أول من صلاها مؤخرا لها إلى ثلث الليل؛ أو نحوه؛ وأما الرسل فكانوا يصلونها عند أول مغيب الشفق؛ ويدل لذلك؛ بل يصرح به قوله في أثر nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي نفسه: العشاء الآخرة؛ وبأن الرسل كانت تصليها نافلة لهم؛ ولم تكتب على أممهم؛ ومن صرح بذلك القاضي nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي في شرح المصابيح؛ فقال: التوفيق بين قوله: " لم تصلها أمة قبلكم" ؛ وقوله في حديث جبريل: " nindex.php?page=hadith&LINKID=72388هذا وقت الأنبياء من قبلك" ؛ أن يقال: إن صلاة العشاء كانت تصليها الرسل نافلة لهم؛ ولم تكتب على أممهم؛ كالتهجد؛ فإنه وجب على الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ ولم يجب علينا؛ أو يجعل هذا إشارة إلى وقت الإسفار؛ فإنه قد اشترك فيه جميع الأنبياء الماضية؛ والأمم الدارجة؛ بخلاف سائر الأوقات؛ إلى هنا كلامه.
(د)؛ في الصلاة؛ وكذا nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل ) ؛ قال: استبطأنا النبي - أي: انتظرناه - العتمة؛ فتأخر حتى ظن الظان أنه ليس بخارج؛ والقائل ما يقول: صلى؛ فإنا لكذلك حتى خرج؛ فقالوا له كما قالوا؛ فذكره؛ رمز المؤلف لحسنه.