(اعزلوا؛ أو لا تعزلوا) ؛ يعني: لا فائدة في العزل؛ ولا في تركه؛ إذ (ما كتب الله - تعالى) ؛ أي: قدر؛ (من نسمة) ؛ أي: نفس؛ (هي [ ص: 561 ] كائنة) ؛ في علم الله؛ (إلى يوم القيامة؛ إلا وهي كائنة) ؛ في الخارج؛ فلا فائدة لعزلكم؛ ولا لعدمه؛ لأنه إن كان قدر الله خلقها؛ سبقكم الماء من حيث لا تشعرون؛ فلا ينفعكم العزل؛ ولا خلاف بين أهل السنة أن الأمور تجري على قضاء وقدر وعلم سابق وكتاب متقدم؛ وإن كان علقها بالأسباب؛ فلاحظ الأسباب فيها؛ لكنها علامات على وجود ما قدر؛ أما أنه ينسب إليها تأثير وعمل؛ فلا؛ فمقصود الحديث السكوت تحت جريان المقادير؛ والثقة بصنع الله فيما يريد.
(طب؛ عن صرمة) ؛ بكسر؛ فسكون؛ (العذري) ؛ بعين مهملة مضمومة؛ وذال معجمة؛ صحابي جليل؛ قال: غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأصبنا كرائم العرب؛ فرغبنا في البيع؛ وقد اشتدت علينا العزوبة؛ فأردنا أن نستمتع؛ ونعزل؛ فقال بعضنا لبعض: ما ينبغي لنا أن نصنع ذلك ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا؛ حتى نسأله؛ فسألناه؛ فذكره؛ قال الهيتمي: فيه عبد الحميد بن سليمان؛ وهو ضعيف؛ وظاهر تخصيصه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بالعزو أنه لا يوجد مخرجا لأحد من الستة؛ وإلا لما بدأ بالعزو إليه؛ مع أن الإمام في هذا الفن؛ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ؛ خرجه بمعناه في عدة مواضيع؛ كالتوحيد؛ والقدر؛ والمحرمات؛ nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود في النكاح؛ nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في العتق؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد ؛ قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=673780سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العزل؛ فقال: " ما عليكم ألا تفعلوا؛ ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة" ؛ أهـ؛ والقانون أنه إذا كان في الصحيحين؛ أو أحدهما؛ ما يفي بمعنى حديث؛ فالسكوت عنه والاقتصار على عزوه لغيره غير لائق؛ لإيهامه.