(اللهم من ولي من أمر أمتي) أمة الإجابة ولا مانع من إرادة الأعم هنا (شيئا) من الولاية كخلافة وسلطنة وقضاء وإمارة ونظارة ووصاية وغير ذلك نكرة مبالغة في الشيوع وإرادة للتعميم (فشق عليهم) أي حملهم على ما يشق عليهم أو أوصل المشقة إليهم بقول أو فعل فهو من المشقة التي هي الإضرار لا من الشقاق الذي هو الخلاف قال في العين: شق الأمر عليه مشقة أضر به (فاشقق عليه) أي أوقعه في المشقة جزاء وفاقا (ومن ولي من أمر أمتي [ ص: 107 ] شيئا فرفق بهم) أي عاملهم باللين والإحسان والشفقة (فارفق به) أي افعل به ما فيه الرفق له مجازاة له بمثل فعله وهذا دعاء مجاب وقضيته لا يشك في حقيقتها عاقل ولا يرتاب فقلما ترى ذا ولاية عسف وجار وعامل عيال الله بالعتو والاستكبار وإلا كان آخر أمره الوبال وانعكاس الأحوال فإن لم يعاقب بذلك في الدنيا قصرت مدته وعجل بروحه إلى بئس المستقر سقر ولهذا قالوا: الظلم لا يدوم وإن دام دمر والعدل لا يدوم وإن دام عمر وهذا كما ترى أبلغ زجر عن المشقة على الناس وأعظم حث على الرفق بهم وقد تظاهرت على ذلك الآيات والأخبار
(م) في المغازي (عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة) ورواه عنها أيضا nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في السير وسببه أن ابن شماسة دخل على nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة فقالت ممن أنت؟ قال من مضر. قال كيف وجدتم ابن خديج في غزاتكم؟ قال خير الأمير. قالت إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول: فذكرته .
(تنبيه): قال في الأذكار: ظاهر الحديث جواز الدعاء على الظلمة ونحوهم وأشار nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي إلى تحريمه وجعله في معنى اللعن. اهـ. قال الحافظ: والأولى حمل كلام nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي على الأولى وأما الأحاديث فتدل على الجواز.