(اللهم أغنني بالعلم) أي علم طريق الآخرة إذ ليس الغنى إلا فيه وهو القطب وعليه المدار فإن العلم والعبادة جوهران لأجلهما كان كل ما ترى وتسمع من تصنيف المصنفين وتعليم المعلمين ووعظ الواعظين ونظر الناظرين بل لأجلهما أنزلت الكتب وأرسلت الرسل بل لأجلهما خلقت السماوات والأرض وما فيهما من الخلق الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما وكفى بهذه الآية دليلا على شرف العلم سيما علم معرفة الله والعلم أشرف الجوهرين وأفضلهما فمن أوتي العلم فهو الغني بالحقيقة وإن كان فقيرا من المال ومن حرم العلم سيما علم المعرفة والتوحيد فهو الفقير بالحقيقة وإن كان غنيا بالمال ولهذا قال:
من عرف الله فلم تغنه. . . معرفة الله فذاك الشقي
(وزيني بالحلم) أي اجعله زينة لي فإنه لا زينة كزينته (وأكرمني بالتقوى) لأكون من أكرم الناس عليك إن أكرمكم عند الله أتقاكم (وجملني بالعافية) فإنه لا جمال كجمالها وخص سؤال الأكرم بالتقوى لأنه أساس كل خير وعماد كل فلاح وسبب لسعادة الدنيا والعقبى ولقد صدق القائل:
من اتقى الله فذاك الذي. . . سبق له المتجر الرابح
وقال عفي عنه:
ما يصنع العبد بغير التقى. . . والعز كل العز للمتقي
وهب أن الإنسان تعب جميع عمره وجاهد وكابد أليس الشأن كله في القبول إنما يتقبل الله من المتقين فمرجع الأمر كله للتقوى
nindex.php?page=showalam&ids=12938 (ابن النجار) في تاريخه (عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر) بن الخطاب ورواه عنه الإمام الرافعي أيضا.