(بادروا بالأعمال ستا) ؛ من أشراط الساعة؛ قالوا: ما هي يا رسول الله؟ قال: (إمارة السفهاء) ؛ بكسر الهمزة؛ أي: ولايتهم على الرقاب؛ لما يحدث منهم من العنف؛ والطيش؛ والخفة؛ جمع "سفيه"؛ وهو ناقص العقل؛ و"السفه"؛ كما في المصباح وغيره: نقص العقل؛ (وكثرة الشرط) ؛ بضم؛ فسكون؛ أو فتح؛ أعوان الولاة؛ والمراد كثرتهم بأبواب الأمراء والولاة؛ وبكثرتهم يكثر الظلم؛ والواحد منهم "شرطي"؛ كـ "تركي"؛ أو "شرطي"؛ كـ "جهني"؛ سمي به لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها؛ و"الشرط": العلامة؛ (وبيع الحكم) ؛ بأخذ الرشوة عليه؛ فالمراد به هنا معناه اللغوي؛ وهو مقابلة شيء بشيء؛ (واستخفافا بالدم) ؛ أي: بحقه؛ بألا يقتص من القاتل؛ ( وقطيعة الرحم ) ؛ أي: القرابة؛ بإيذائه؛ أو عدم إحسان؛ أو هجر؛ وإبعاد؛ ( ونشأ يتخذون القرآن) ؛ أي: قراءته؛ (مزامير) ؛ جمع "مزمار"؛ وهو بكسر الميم: آلة الزمر؛ يتغنون به؛ ويتشدقون؛ ويأتون به بنغمات مطربة؛ وقد كثر ذلك في هذا الزمان؛ وانتهى الأمر إلى التباهي بإخراج ألفاظ القرآن عن وضعها؛ (يقدمون) ؛ يعني: الناس الذين [ ص: 195 ] هم أهل ذلك الزمان؛ (أحدهم ليغنيهم) ؛ بالقرآن؛ بحيث يخرجون الحروف عن أوضاعها؛ ويزيدون؛ وينقصون؛ لأجل موافاة الألحان؛ وتوفر النغمات؛ (وإن كان) ؛ أي: المقدم؛ (أقلهم فقها) ؛ إذ ليس غرضهم إلا الالتذاذ والاستمتاع بتلك الألحان؛ والأوضاع؛ قال العارف ابن عطاء الله : أمره بالمبادرة بالعمل في هذه الأخبار؛ يقتضي أنها من الهمم إلى معاملة الله؛ والحث على المبادرة إلى طاعته؛ ومسابقة العوارض والقواطع قبل ورودها.