صفحة جزء
3149 - "بعثت بجوامع الكلم؛ ونصرت بالرعب؛ وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض؛ فوضعت في يدي" ؛ (ق ن)؛ عن أبي هريرة .


( بعثت بجوامع الكلم) ؛ أي: القرآن ؛ سمي به لإيجازه؛ واحتواء لفظه اليسير على المعنى الغزير؛ واشتماله على ما في الكتب السماوية؛ وجمعه لما فيها من العلوم السنية:


وعلى تفنن واصفيه بحسنه يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف

( ونصرت بالرعب) ؛ أي: الفزع ؛ يلقى في قلوب الأعداء؛ قال ابن حجر : ليس المراد بالخصوصية مجرد حصول الرعب؛ بل هو ما ينشأ عنه من الظفر بالعدو؛ (وبينا أنا نائم؛ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض ) ؛ قال الزمخشري وغيره: أراد ما فتح على أمته من خزائن كسرى ؛ وقيصر ؛ لأن الغالب على نقود ممالك كسرى الدنانير؛ والغالب على نقود قيصر الدراهم؛ أقول: وهذا يرجح الحديث الوارد في صدر الكتاب: "أتيت بمقاليد الدنيا..." ؛ إلخ؛ أنه كان مناما؛ (فوضعت) ؛ بالبناء للمجهول؛ أي: المفاتيح؛ (في يدي) ؛ بالإفراد؛ وفي رواية بالتثنية؛ أي: وضعت حقيقة؛ أو مجازا؛ باعتبار الاستيلاء عليها.

(ق ن؛ عن أبي هريرة ) ؛ قال أبو هريرة : فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وأنتم تنتشلونها ؛ أي: تستخرجونها.

التالي السابق


الخدمات العلمية