( تابعوا بين الحج والعمرة ) ؛ أي: إذا حججتم؛ فاعتمروا؛ وإذا اعتمرتم؛ فحجوا؛ ونظمها في سلك واحد ليفيد وجوب العمرة كالحج؛ وقال المحب الطبري : يجوز أن يراد التتابع المشار إليه بقوله (تعالى): فصيام شهرين متتابعين ؛ فيأتي بكل منهما عقب الآخر؛ بلا فصل؛ وهذا ظاهر لفظ المتابعة؛ وأن يراد إتباع أحدهما الآخر؛ ولو تخلل بينهما زمن؛ بحيث يظهر مع ذلك الاهتمام بهما؛ ويطلق عليه عرفا أنه أتبعه؛ (فإنهما ينفيان الفقر والذنوب) ؛ إزالته للفقر كزيادة الصدقة للمال؛ كذا قال الطيبي ؛ وقال في المطامح: يحتمل كون ذلك لخصوصية علمها المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ وكونه إشارة إلى أن الغنى الأعظم هو الغنى بطاعة الله؛ ولا عطاء أعظم من مباهاة الله بالحاج الملائكة؛ (كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة) ؛ مثل متابعتهما في إزالة الذنوب؛ بإزالة النار الخبث؛ لأن الإنسان مركوز في جبلته القوة الشهوية؛ والغضبية؛ محتاج لرياضة تزيلها؛ والحج جامع لأنواع الرياضات؛ من إنفاق المال؛ والجوع؛ والظمإ؛ واقتحام المهالك؛ ومفارقة الوطن [ ص: 226 ] والإخوان؛ وغير ذلك؛ (وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة) ؛ أي: لا يقتصر لصاحبها من الجزاء على تكفير بعض ذنوبه؛ بل لا بد أن يدخل الجنة؛ و"المبرور": المقبول؛ أو الذي لا يشوبه إثم؛ أو ما لا رياء فيه؛ أو غير ذلك.
(حم ت ن) ؛ في الحج؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ) ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حسن صحيح غريب.