(حدثوا الناس) ؛ بصيغة الأمر؛ أي: كلموهم؛ (بما يعرفون) ؛ أي: يفهمونه؛ وتدركه عقولهم؛ زاد nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم في المستخرج: [ ص: 378 ] "ودعوا ما ينكرون"؛ أي: ما يشتبه عليهم فهمه؛ (أتريدون) ؛ بهمزة الاستفهام الإنكاري؛ ولفظ رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "أتحبون"؛ وهو بمثناة فوقية؛ (أن يكذب الله ورسوله) ؛ بفتح الذال المشددة؛ لأن السامع لما لا يفهمه يعتقد استحالته؛ جهلا؛ فلا يصدق وجوده؛ بل يلزم التكذيب؛ فأفاد أن المتشابه لا ينبغي ذكره عند العامة؛ وقد ذكر ابن عبد السلام ؛ في أماليه؛ أن الولي إذا قال: إن الله عزر التعزير الشرعي؛ ولا ينافي ذلك الولاية؛ لأنهم غير معصومين؛ انتهى؛ فعلم أن المدرس ينبغي أن يكلم كل طالب على قدر فهمه؛ وعقله ؛ فيجيبه بما يحتمله حاله؛ ومن اشتغل بعمارة أو تجارة أو مهنة؛ فحقه أن يقتصر به من العلم على قدر ما يحتاج إليه من هو في رتبته من العامة؛ وأن يملأ نفسه من الرغبة والرهبة الوارد بهما القرآن؛ ولا يولد له الشبه والشكوك؛ فإن اتفق اضطراب نفس بعضهم بشبهة تولدت له؛ أو ولدها له ذو بدعة؛ فتاقت إلى معرفة حقيقتها؛ اختبره؛ فإن وجده ذا طبع موفق للعلم؛ وفهم ثابت؛ وتصور صائب؛ خلى بينه وبين التعلم؛ وسوعد عليه؛ لما يجد من السبيل إليه؛ وإن وجده شريرا في طبعه؛ أو ناقصا في فهمه؛ منعه أشد المنع؛ ففي اشتغاله مفسدتان: تعطله عما يعود نفعه إلى العباد؛ والبلاد؛ وشغله بما يكثر من شبهة؛ وليس فيه منفعة؛ وكان بعض المتقدمين إذا ترشح أحدهم لمعرفة حقائق العلوم؛ والخروج من العامة إلى الخاصة؛ اختبر؛ فإن لم يوجد خيرا؛ أو غير منته للتعلم؛ منع؛ وإلا شورط على أن يقيد بقيد في دار الحكمة؛ ويمنع أن يخرج حتى يحصل العلم؛ أو يأبى عليه الموت؛ ويقولون: إن من شرع في حقائق العلوم؛ ثم لم يبرع فيها؛ تولدت له الشبه؛ وتكثر عليه؛ فيصير ضالا مضلا؛ فيعظم على الناس ضرره؛ وبهذا النظر قيل: نعوذ بالله من نصف فقيه؛ أو متكلم.
(فر؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ) ؛ أمير المؤمنين ؛ مرفوعا؛ (وهو في خ موقوف) ؛ على nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ؛ وهذا بمعنى خبر nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان ؛ عن الحبر؛ يرفعه: "أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم" ؛ وسنده - كما قال ابن حجر - ضعيف جدا؛ لا موضوع.