( حرمة نساء المجاهدين على القاعدين؛ كحرمة أمهاتكم) ؛ عليكم؛ في حرمة التعرض لهن بريبة من نظر محرم؛ وخلوة؛ ونحو ذلك؛ وفي برهن والإحسان إليهن وقضاء حوائجهن؛ لله - تعالى -؛ (وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله) ؛ أي: يقوم مقامه في محافظتهم؛ ورعاية أمورهم؛ (فيخونه) ؛ أي: يخون المجاهد؛ (فيهم) ؛ أي: في أهله؛ (إلا وقف له يوم القيامة؛ فقيل له) ؛ أي: فتقول له الملائكة؛ بإذن ربهم: (قد خانك) ؛ هذا الرجل؛ (في أهلك؛ فخذ من حسناته ما شئت؛ فيأخذ من عمله) ؛ أي: الصالح؛ (ما شاء؛ فما) ؛ استفهامية؛ (ظنكم؟!) ؛ أي: فما ظنكم بمن أحله الله بهذه المنزلة؛ وخصه بهذه الفضيلة؛ وبما يكون وراء ذلك من الكرامة؛ والمراد: فما تظنون في ارتكاب هذه الجريمة العظيمة؟! هل تتركون معها؛ أو ينتقم منكم؟! ويلزم من هذا تعظيم شأن المجاهدين .
(تنبيه) :
قال ابن السيد البطليوسي : الذي ذهب إليه جمهور النحاة والصرفيين أن الهاء في "أمهات"؛ زائدة؛ وواحدتها "أم"؛ و"أمة"؛ ولا يكادون يقولون: "أمهة"؛ والغالب على "أمة"؛ بالتأنيث أن يستعمل في النداء؛ كقولهم: "يا أمة؛ لا تفعلي"؛ وتاء التأنيث فيها معاقبة بالإضافة؛ لا يجامعها؛ وقد جاءت في الشعر مستقلة في غير النداء؛ وحكى اللغويون: "أمهة"؛ بالهاء.