( حفت الجنة بالمكاره ) ؛ أي: أحاطت بنواحيها جمع "مكرهة"؛ وهي ما يكرهه المرء؛ ويشق عليه؛ من القيام بحقوق العبادة على وجهها؛ كإسباغ الطهر في الشتاء؛ وتجرع الصبر على المصائب؛ قال القرطبي : وأصل "الحاف": الدائر بالشيء؛ المحيط به؛ الذي لا يتوصل إليه إلا بعد أن يتخطى [ ص: 389 ] غيره؛ فمثل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - المكاره والشهوات بذلك؛ فالجنة لا تنال إلا بقطع مفاوز المكاره؛ والصبر عليها؛ والنار لا ينجى منها إلا بفطم النفس عن مطلوباتها؛ قال ابن حجر : وهذا من جوامع كلم المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ وبديع بلاغته في ذم الشهوات؛ وإن مالت إليها النفوس؛ والحث على الطاعات؛ وإن كرهتها وشقت عليها؛ ( وحفت) ؛ في رواية: "حجبت"؛ في الموضعين؛ (النار بالشهوات ) ؛ وهي كل ما يوافق النفس ويلائمها؛ وتدعو إليه؛ ذكره القرطبي ؛ بأن أطيفت بها من جوانبها؛ وهذا تمثيل حسن؛ معناه: يوصل إلى الجنة بارتكاب المكاره؛ من الجهد في الطاعة؛ والصبر عن الشهوة؛ كما يوصل المحجوب عن الشيء إليه بهتك حجابه؛ ويوصل إلى النار بارتكاب الشهوات؛ ومن المكاره الصبر على المصائب بأنواعها؛ فكلما صبر على واحدة؛ قطع حجابا من حجب الجنة؛ ولا يزال يقطع حجبها حتى لا يبقى بينه وبينها إلا مفارقة روحه بدنه؛ فيقال: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ؛ الآية؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي : بين بهذا الحديث أن طريق الجنة وعر؛ وسبيل صعب كثير العقبات؛ شديد المشقات؛ بعيد المسافات؛ عظيم الآفات؛ كثير العوائق والموانع؛ خفي المهالك والقواطع؛ غزير الأعداء والقطاع؛ عزيز الأتباع والأشياع؛ وهكذا يجب أن يكون.
(حم م) ؛ في صفة الجنة؛ (ت) ؛ في صفة الجنة؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ) ؛ ابن مالك ؛ (م؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ؛ حم؛ في الزهد؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ؛ موقوفا) ؛ ظاهر صنيع المصنف أن ذا مما تفرد به nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن صاحبه؛ وهو ذهول؛ فقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الرقائق؛ وقال: "احتجبت"؛ بدل "حفت"؛ والعجب أن المصنف في الدرر عزاه للشيخين معا؛ باللفظ المزبور هنا؛ بعينه؛ من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .