وقلما أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
(ويحسن أدبه) ؛ قال : والتأديب يلزم من وجهين؛ أحدهما: ما لزم الوالد للولد في صغره؛ والثاني: ما لزم الإنسان في نفسه عند كبره؛ فالأول: يأخذ ولده بمبادئ الآداب ليأنس بها؛ وينشأ عليها؛ فيسهل عليه قبولها عند الكبر؛ قال الحكماء: بادروا بتأديب الأطفال قبل تراكم الاشتغال؛ وتفرق البال؛ والثاني: أدبان: أدب مواضعة واصطلاح؛ وأدب رياضة واصطلاح؛ قال: ولا يؤخذ تقليدا على ما استقر عليه اصطلاح العقلاء؛ والثاني: ما لا يجوز في العقل أن يكون بخلافه؛ وأمثلته كثيرة؛ وقال الماوردي : الصبي أمانة عند أبيه؛ وقلبه جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة؛ وهو قابل لكل نقش؛ ومائل إلى كل ما يمال به إليه؛ فإن عود الخير؛ وعلم؛ نشأ عليه؛ وشارك في ثوابه أبويه؛ وإن عود الشر وأهمل؛ شقي؛ وهلك؛ وكان الوزر في رقبة القيم به؛ والولي عليه. الغزالي